أول ما يبادرك به المضيف حينما تحلّ به ضيفاً هو السلام.. وأول ما تقابله في أي بلد هو المطار بوابة الولوج إليه وعنوان تقدمه.. ومؤخراً احتفلت قطر بافتتاح بوابتها المتميزة تحت مسمى (مطار حمد الدولي)، وهو تحفة معماريّة تليق بالاسم الذي تحمله.. طاب ذكره وطال عمره. وفي زيارة للمطار أدهشني ما رأيت من إنجاز إنساني راقٍ يستحق الانتظار وسلسلة التأخيرات التي سبقت الافتتاح الجزئي الذي سيكتمل في نهاية مايو. وأول ما يلفت الانتباه هو مسجد المطار الذي أسبغ عليه من فنون العمارة والتصميم الداخلي الكثير حتى بات مقصداً في حد ذاته.. ثم البحيرة التي تمثل مشهداً جمالياً راقياً، وسبحان الذي جعل نفوسنا تواقة للماء ورؤيته.. والنوافير المنوّعة تحكي أساطير مائية عذبة. كما تتوق لرؤية الخضرة التي تهدئ النفوس وتلطف الأجواء، فترتاح القلوب التي أتعبها الوداع وتبتهج أخرى احتفت باللقاء.. أيضاً مما يلفت الانتباه سعة المطار التي تحكي عن سعة صدر قطر وضمّها لكل الأطياف بين جنباتها، تمنحهم الأمان فيمنحونها انتماء صادقاً دون الحاجة لأوراق ثبوتية. وحيث إنني لم أجرب خدمات المطار فلن أتحدث عنها الآن وسأؤجلها إلى حين تجربة. ولكني أتمنى أن يجري العمل خلال مرافقه على نفس جودة المرافق وتميّزها.. إضاءة لا يخفى عليكم أهمية تصدير الهوية القطرية والتراث الإسلامي لتعكس الصورة الحقيقية لهذا البلد الأصيل، فذلك أفضل من الدبدوب العملاق ذي التكلفة الخيالية.