آسف… لا أتحدث العربية!!

Loading

هذه أكثر الجمل إثارة للحنق والشعور بالغربة في الوطن.. والتي أرد عليها بإنجليزية رائعة مفادها: وأنا لا أتحدث الإنجليزية!! نعم، فأنا لست مضطرة للتحدث بالإنجليزية في بلدي وبين أهلي، وإن كان لا بد من ذلك فعلى من فتح الباب للأجانب أن يضع شرط إجادة اللغة العربية تحدثاً وكتابة في إعلانات العمل الخاصة بالأجانب الذين تقلدوا مناصب عليا، وهم عاجزون عن التواصل الناجح مع المواطنين والمقيمين العرب!! فلماذا يعتبر ضعف الإنجليزية عيباً في المواطن يعاقب عليه بعدم التوظيف!؟ ولا يعتبر جهل الأجنبي بلغتنا العربية سبباً كافياً لعدم توظيفه؟ أي غبن هذا؟ إنني أتساءل: إلى متى ستستمر معاناتنا مع اللغة الإنجليزية في قطر؟ حيث يحرم الطلاب والطالبات من دخول الجامعة الوطنية الوحيدة والتي تعتمد في ميزانيتها على الوطن، إلا بالحصول على درجات عليا في الاختبارات الإنجليزية!! ولا يمكننا كمواطنين الحصول على وظيفة مستحقة إلا بإتقان اللغة الإنجليزية تحدثاً وكتابة!! بل إن المؤسسات والجهات المنوطة بخدمتنا بالدرجة الأولى تخاطبنا بالإنجليزية من خلال مراسلاتها واستقبالها، بل حتى رجال الأمن عند بواباتها!! في هذا السياق حدثتني زميلة بأنهم يجبرون على التحدث باللغة الإنجليزية في اجتماعاتهم المحلية، والتي قد يحضرها عشرون عربياً وأجنبي واحد!! يحدث كل هذا مع وجود تعميم من مجلس الوزراء إلى جميع الوزارات والهيئات والأجهزة الحكومية يلزمها بضرورة أن تكون جميع المراسلات والمكاتبات الرسمية في هذه الدوائر الحكومية باللغة العربية وحدها. وعدم استخدام لغات أجنبية في تلك المراسلات. فأي هوان هذا؟ أين هي شعارات الحفاظ على الهوية؟ وهل اللغة إلا أساس الهوية؟ خاصة لغتنا العربية التي لم تعجز عن احتواء القرآن العظيم، فمتى يردّ إليها الاعتبار؟ إنني أستغرب جداً من والدين يفخران برطنة ولدهم الصغير، فأي إنجاز هذا حتى يفخر به؟! وللوالدين أنفسهم أوجه سؤالاً مفاده: هل حرصت على أن يقرأ ولدك القرآن بلغة عربية صحيحة؟ هذا هو الإنجاز الحقيقي الذي يستحق الفخر.. إنني أنتظر كمواطنة تمارس الفخر بالهويّة قولاً وفعلاً ولا تكتفي برفع شعاراتها في المناسبات أن يصدر مجلس الوزراء قراراً إلزامياً بتحويل لغة القرآن إلى لغة أولى في قطر استجابة لنا وتنفيذاً لدستورنا الذي يقرّ اللغة العربية كلغة رسمية أولى. مع احترامي للأجانب وحاجتنا (المؤقتة) لهم، إلا أننا أولى منهم بالاحترام والتقدير في بلدنا.. أليس كذلك؟ إضاءة العربي الذي يلوي لسانه بمفردات أجنبية في غير حاجة لذلك يعاني عقدة نقص متأصلة في نفسه، وجب عليه التخلص منها بجرعات مكثفة من الاعتزاز بدينه ولغته العربية البليغة.