أتأمل خبر انتحار نائب مدير مدرسة في كوريا كرد فعل على غرق طلابه في العبّارة المنكوبة الأسبوع الماضي… واضح أنه لا ناقة له ولا جمل ولم تكن له يد في اصطناع المأساة أو ردّها… ومع ذلك انتحر!!! يحدث هذا في أقصى الأرض حيث كل شيء محسوب بدقة، والشعب هو صاحب الكلمة العليا. ورغم أنني أجد ردة فعله متطرفة ومبالغاً فيها.. ربما جاءت لتعبر عن عجزه ويأسه.. إلا أنه وبالمقارنة ببعض المسؤولين العرب أقول.. صحيح أن (اللي اختشوا ماتوا)!!! فهنا في وسط الأرض فئة باغية أوغلت في الفساد والخراب الذي راحت ضحيته أفواج وأفواج من الأرواح البريئة ولم تبدر منهم بادرة ندم!! بل تجدهم ينظرون إليك من خلال وسائل الإعلام التي أصبح بعضها مطية المفسدين بعيون وقحة. ينكرون ما هو معلوم.. ويبررون لأنفسهم ما اقترفته أيديهم من إجرام في حق البلاد والعباد.. يحدث ذلك في أوسط الشرق حيث السلطة العليا تحددها المصالح التي تذبح على نصبها القيم وتستباح الأرواح!! فسبحان الخالق الذي خلق الناس بهذه الفروقات التي أعجزت معاني (شتان) ودلالاتها على احتوائها. ما يؤسف له أن في أقصى الأرض تسود الوثنية وبعض الديانات السماوية المحرّفة. ومع ذلك تجدهم يحقون الحقّ وينكرون الباطل بقوانينهم الوضعيّة!! بينما في أوسط الأرض.. مركز الإسلام ونقطة انطلاقه إلى مغارب الأرض ومشارقه يمكنك أن ترى بوضوح أن الأمر بات في أغلبه.. أن هناك مسلمين بلا إسلام.. وهنا إسلام بلا مسلمين. أخشى عليهم أن يهلكوا بذلك كما هلكت أمم من قبلهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد. نسأل الله العفو والعافية.. فأين بنو الإسلام عن قَسَم محمد صلى الله عليه وسلم (والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها)). من يقرأ كلماتي هذه ويتأثر عليه أن ينقل ردة فعله إلى مناطق أعلى وأكثر منفعة للشرق الأوسط، وذلك بالعمل على نفسه ليكون انعكاساً صادقاً لأخلاق الإسلام التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. فينكر الفساد ولا يشارك فيه قيد أنملة فهذا دورنا كأفراد.. أما دور الحكومات ومؤسسات المجتمع فيتجلى في تفعيل الرقابة والمحاسبة وقوانينها التي لا يعلو عليها أحد وتطبيقها على الجميع.. فهل سنرى هذا اليوم قريباً.. إضاءة: لأننا – ككتّاب- أصوات لقرّاء وثقوا فينا ومنحونا فرصة التحدث باسمهم تمرّ علينا قضايا فساد صغيرة وكبيرة.. قد تمنع من النشر لحساسيتها. فأين نذهب بها بعيداً عن ظلمة الأدراج وتعطيل مصالح العباد؟؟؟