تتسابق بل قل تتنافس الشركات المصنعة للهواتف في ابتكار أجهزة ذكية تخبئ تحت أزرتها خدمات عدة يحتاجها المرء عند تواصله مع الآخرين، فهي منبه يوقظه، ومذكرة تسجل ذكرياته وتذكره بمواعيده، وألبوم يتزين بصور لحظاته، وبوابة مشرعة على محيط الإنترنت مترامي الأطراف. وكلما زادت التطبيقات كان الأرشيف أغنى وأغلى. وفي رأيي كمستخدمة لتلك الأجهزة أنه كلما زاد الابتكار والإبداع في تصنيعها زاد خرابها الذي يتمثل أسوؤه في أن يفاجئك هذا الصندوق الصغير بعدم رغبته في العمل، فينطفئ من تلقاء نفسه ويدخل في سبات تقني عميق، تاركاً إياك في ضيق وكدر، وكأنك أضعت مفتاح خزانتك الخاصة، وربما تجد مفتاحها أو تستصنعه، لكن هاتفك المفتري لن يفتح ثانية إلا بمسح كافة محتوياته!! تخيل أرشيفاً كاملاً يضيع من بين يديك في ثوان فقط لأن هاتفك الذكي فقد صوابه!!! ترى لماذا يفوت المبتكرون إيجاد فرصة لإيقاظ الهاتف من سباته بدون خسائر مؤلمة؟؟ قد ينبري أحدكم فيلوم صاحب الهاتف لأنه لم يقم بحفظ أرشيفه في كمبيوتره، فالأمر لا يحتاج لأكثر من توصيله، فأساله: كم واحداً منا يفعل ذلك؟؟ كما أن الكمبيوتر ليس أفضل حالاً فله سباته هو أيضاً!! والأهم من ذلك فمتعة الذكريات في حملها بين يديك لتستمتع بها لحظة شئت. المهم.. هل من حل ينقذ أرشيفنا من الضياع في حال أزعجنا هاتفنا المفتري وقررنا إيقاظه عنوة!؟ إضاءة تحفل حياتنا بالمفاجآت، بعضها سار نحمد الله عليه، والآخر محزن ومؤلم نستعين بالله عليه. وسبات الهاتف المفاجئ يذكرني بالموت، فهل أعددنا العدة له أم سيلاقينا خالي الوفاض؟.