الأرض منها جئنا وإليها نعود، لذا كان واجبها علينا كبيراً، وأهم الواجبات على الإطلاق هو المحافظة عليها وعلى مواردها لتبقى صالحة للعمران حتى قيام الساعة.. وتأتي البيئة والطاقة في مقدمة تلك الأمور الواجب الحفاظ عليها أبداً. ولذلك تأتي فعالية (ساعة الأرض) الدولية استجابة لاستغاثة الأرض وشكواها من سوء استخدام مواردها القابلة للنفاد، وخاصة الطاقة والعبث بالبيئة.. ولتوعية البشر حول العالم بأهمية ذلك، فالجهود المشتركة أكثر نجاحاً وأقوى أثراً.. ولكن هل تكفي ساعة لإحداث فرق مأمول؟ فالسلوكيات مغروسة فينا بحكم العادة، لذا نريد التحوّل من سلوك الإسراف والهدر إلى سلوك الحفاظ على الأرض أمنا التي تستنجدنا من أجل أجيال قادمة من حقها الحياة الرغدة التي عشناها.. علينا أن نتعامل مع الكهرباء كأنفس ما يمكن، لأثرها البالغ في تيسير حياتنا وجعلها ممكنة وممتعة.. فهل لك أن تتخيّل يوماً حاراً دون مكيف؟ أو ليلة باردة دون مدفأة؟ أو ظلاماً دامساً دون إنارة؟ هذا على المستوى الشخصي فكيف بالمستوى العام؟ تخيّل المستشفيات دون كهرباء مأساة ما بعدها مأساة.. إذا كان خيالك لا يسعفك التفت إلى غزة وتأمل حالها فسيأتيك جواب قاطع عن حالتك لو استمر هدر الطاقة والكهرباء على هذا النحو غير الرشيد. نحن في قطر نتمتع بنعمة الكهرباء المجانية، وشكر هذه النعمة بالمحافظة عليها.. ولن يتحقق هذا الشكر إلا بترشيد الاستهلاك بمتابعة صرف الكهرباء في كل مكان تتواجد فيه، البيت، العمل، النادي وغيرها.. ابدأ بنفسك وعوّدها على إطفاء كل ما لا تحتاج إليه، واكتف بما تحتاجه فقط، ولتكن الكهرباء موجودة معك فقط وتغيب معك. وهذا خلق إسلامي أصيل، فالمبذرون إخوان الشياطين.. حين يتحول ذلك إلى سلوك حميد ستبر بأمك وأمنا الأرض التي أوجدها الله عزّ وجل للعمران والذكر. أوجدها للإنسان ليتمتع بنعمها ويصون تلك النعم بشكرها وحسن استخدامها.. # سأطفئ الإضاءة (هذه المرة) توفيراً للطاقة دمتم بخير ودامت عليكم النعم.