أسدل الستار أمس الأول على مأساة الطائرة الماليزية بالإعلان عن تحطمها في المحيط الهندي دون العثور على أي ناجين. هذه الطائرة التي فقدت يوم 8 مارس دون أن تترك دليلاً واحداً يزيل الشك الذي ظلل تصريح رئيس وزراء ماليزيا الذي أورد كلمة «likely» في إعلانه عن سقوط الطائرة في المحيط. وكانت الطائرة الماليزية (MH370) قد اختفت، بعد إقلاعها من مطار كوالالمبور باتجاه بكين، إلا أن الاتصالات انقطعت بها بعد أقل من ساعة على إقلاعها، حيث غيرت مسارها في اللحظة التي انقطع الاتصال بها. ورغم جهود أكثر من 26 دولة في البحث، إلا أنهم لم يعثروا على دليل قاطع على النتيجة المعلنة، وحتى الحطام الذي عثروا عليه قرابة بيرث في أستراليا مجرد استنتاج غير مؤكد، لتبقى هذه الطائرة لغزاً يحتاج إلى الحل. وفي رأيي أنه يحتاج للتأمل ولتلمس وجود الله -عزّ وجل- في كل صغيرة وكبيرة.. سبحانه جل وعلا علواً كثيراً. هذه الحادثة -في اعتقادي- صرخة في وجه العالم المادي تخبره بأن العلم ليس كل شيء، وأن هناك قوة عظمى تقف وراء هذا الكون وتديره بحكمة واقتدار.. هناك إله عظيم يخضع الكون وما فيه لمشيئته الإلهية.. وهذا ليس التحدي الأول، ولن يكون الأخير، فجميعنا نتذكر كيف أثر بركان أيسلندا منذ سنوات قليلة مضت على حركة الطيران، فعجزت شركات الطيران عن تحريك طائرة واحدة لتقبع الطائرات على الأرض فتتكبد خسائر عظمى. هو الله -عزّ وجل- القادر على كل شيء.. الملك الذي تعود إليه الأمور كلها.. فهل يعقلون؟ إن العقل والقلب يقوداننا إليه مباشرة ودون عناء، بعيداً عن التعقيد والتأدلج. فهل يفهم العالم المادي لغز هذه الطائرة وغيرها من ألغاز تتحدى قدراته مهما تطورت وتقدمت؟! إضاءة اللهم بك آمنت وعليك توكلت أسألك الرحمة والغفران لموتى المسلمين وشهدائهم في كل مكان، والصبر وحسن العزاء لأحبتهم وأهلهم.