أخشى عليكم… من !!

Loading

كلما لبيت دعوة للفرح وذهبت لعرس (وقلما أفعل) عدت من هناك ورأسي تملؤه علامات تعجب واستفهام مؤلمة حول ما وصلت إليه أفراحنا من بذخ يجرنا إلى الكفر بالنعمة، وخاصة ما يسمى بـ»النقوط»، أو ما يطلق عليه تحضراً «إهداءات النقوط»، كان وما زال عبثاً يمارس تحت غطاء الفرح والتعبير عنه!! ولا أدري ما علاقة الفرح بهدر المال ورميه على الأرض ليدوسه الناس بأرجلهم على ساحات الرقص!! وما يحزن أكثر وجوه العاملات والمضيفات التي تعبر عن حرمان واضح، واشمئزاز الضيوف الأجانب الصريح مما يحدث من كفر بالنعمة، في وقت يطحن الفقر العالم وبعض شعوبه.. والله إني لأخشى عليكم من زوال النعمة، فالزمان له أحواله وتقلباته. أخاف أن يأتي يوم يحكي فيه أحفادنا الفقراء عن أجدادهم الأغنياء الذين لم يصونوا النعمة وأساؤوا تقديرها فزالت عنهم.. كما حكى لنا أجدادنا عن فقرهم واحتياجهم فاستعانوا عليه بالصبر والاحتمال حتى أكرمهم الله بالخير «النفط» الذي ينسى الناس أن له عمراً افتراضياً ولا بد أنه سينتهي يوماً. فماذا أنتم فاعلون حينها؟!؟ كيف ستعالجون الحسرات التي ستنهش قلوبكم على ما فاتكم من نعم أنعمها الله عليكم بلا حول ولا قوة منكم فلم تؤدوا حقها بالحمد والشكر الذي يليق بها حتى زالت عنكم؟ فقبل فوات الأوان هذه دعوة أوجهها لكل ذات لب وعقل أن تبدأ بنفسها وتتخلى عن هذه العادة البغيضة والسلوك السفيه ولا تكن ممن يعتذرون بأنها عادات آبائهم وأجدادهم.. فهذا أقبح عذر لأسوأ ذنب وهو الكفر بالنعمة.. وليت دعوتي تصل… إضاءة بعض الشعوب تنثر الأرز أو الزهور على العروسين لجلب الحظ، ومع أنني لا أؤمن بذلك إلا أنها تبقى أفضل من رمي النقود في ساحات الرقص في مشهد هو الأسوأ على الإطلاق في أعراس القطريين!!.