زمن الشقاق والنفاق

Loading

لا ندري العيب فينا أو في الزمان الذي يتغيّر ويتحول بسرعة تضللنا وتختل بها موازيننا وصواب رؤيتنا للأمور.. فعلمي بأن المبادئ والقيم ثوابت لا تتغيّر، ولذلك سميت ثوابت إلا أن الناس (المتحولين) صاروا يبدلونها ويغيّرونها كما الملابس!!! بل إنهم صاروا يسمونها تسميات تتفق وضمائرهم المتعبة. فالنفاق صار مجاملة، والمداهنة صارت دبلوماسية. والكذب وغيره من المحرمات اكتسب شرعية الظهور بعدما انقلبت الأمور!!! ومن يدافع عن الثوابت والقيم صار رجعيّاً. ومن ينافح عن الحق ويدفع الظلم صار (مشكلجيا) وعليه أن يقبل بالأوضاع الخاطئة ليحافظ على وظيفته ولقمة عيش صغاره!!! فإلى أين تذهب بنا الأيام؟؟ وماذا يريد منا الزمان؟؟ هل الانسلاخ مما تربينا عليه من أخلاق وقيم وعادات طيبة وتقاليد حسنة كما انسلخت بعض بناتنا من عبايتهن هو المطلوب؟؟!! أو هجرها كما هجر بعض شبابنا ثيابهم الوطنية واستبدلوها بملابس غربية لا تدل على الأناقة بقدر ما تدل على ضعف الشخصية . الأصالة والمعاصرة ميزان حساس لا يقوى على حمله إلا من أسس على التقوى واحترام الذات، وكانت نفسه بستان أخلاق وقيم وثوابت يستظل بتعاليم الدين القويم. أما من تربى على يد خادمة وفي غياب الوالدين أو تهربهما من مسؤوليتهما فلن تكون لديه ثوابت وقيم من الأساس. بل إن التغير والتبدّل سيكون ديدنه وأسلوب حياته. أعتقد أننا والزمان شركاء في هذا التغيير المريع، الذي أخشى أن يلقي بظلاله على أطفالنا فينشؤون غرباء، وربما نكون نحن الغرباء وهم أهل ذلك الزمان. لا أدري!!؟؟ نسأل الله العفو والعافية إضاءة أن يكرهك الناس لصراحتك خير لك من أن يحبوك لنفاقك…. اعتقاد راسخ.