أنصفونا منهم

Loading

يظن البعض بفهمه القاصر أن الظلم صورة واحدة تتجلى في حاكم ظالم أو سلطان جائر، ولا يعلمون أن كل من تمتع بسلطة وأساء استخدامها فهو ظالم يستحق أن تصب عليه دعوات المظلوم ويرشق بسهامها ليلاً ونهاراً.. سأطرح عليكم اليوم أكثر الصور ظلماً في مجتمعنا الآمن -أدام الله عليه نعمة الأمن والأمان- وهي صورة المسؤول الفاسد أو المدير الفاشل الذي يجهل أبسط مبادئ الإدارة، فيتحمل نتائج هذا الجهل موظفون مجتهدون يعملون بإخلاص. وهذا ظلم بيّن تسبب به مسؤول أكبر ساهم في تبوء المدير الجاهل منصباً غير مستحق، ويمكنك تلمّس آثار جهل المدير في إدارته بكل سهولة حتى ولو كنت زائراً.. فمن استقبال يعكس نقص المتابعة والإشراف، إلى غياب ملحوظ من الموظفين، إلى سوء توزيع المهام، ليتحمل النشيط جل العمل، بينما المهمل الكسول يتجول بين الصحف ومواقع الإنترنت، إلى تقييم بائس يعكس ظلم المدير وسوء استخدامه لسلطاته أو جهله المدقع بالتقييم، مما يتسبب في ضياع الحقوق. وتأتي الاستقالات عنواناً عريضاً لسوء الإدارة، وهي -من وجهة نظري- تعبير عن عجز الموظف المستقيل عن تغيير الحال لاستشراء الفساد والظلم. ورغم أن بعض الإدارات والهيئات عندنا “ريحتها فايحة”، إلا أن غياب الجهة الرقابية جعلنا لا نعرف طريقاً لتعريتها سوى الكتابة عنها لعل الساكت الكبير يصحو من غفلته، ويتخذ الإجراءات اللازمة لحفظ الحقوق المهدرة والأموال السائبة. الفساد ليس اختلاساً أو رشوة أو سرقة، وإنما سوء الإدارة فساد، وظلم الموظفين فساد . وعلينا كدولة تسعى للتقدم على مستوى العالم من المركز الـ 12 إلى المراكز الأولى أن تأخذ بيد من حديد على أمثال هؤلاء الذين يشوهون نصاعة رؤية القيادة وطموحات الشعب. خليها تنظف من الجهلة والفاسدين الذين يتمتعون بما لا يستحقون على حساب المجتمع الذي قدّرهم.. فلم يحفظوا له الجميل، بل ساموا أبناءه سوء التقدير وعاثوا في التقييم فساداً وتنكيلاً. علينا أن نفعّل الجهات الرقابية ليجد المغبون جهة تنصره على من غبنه وسرق حقوقه من أجل حفنة ريالات!!! فقد طال انتظارنا.