ساقني القدر الأسبوع الماضي إلى إدارة مالية حكومية وهالني ما رأيته خلال ربع ساعة انتظار أنجزت خلالها معاملة أذهب فرحها الحزن الذي سكن قلبي ممن يطلق عليهن اصطلاحاً «مندوبات التسويق»!! صادفت أربعاً منهن كان مظهرهن نموذجاً للاتجار بالبشر!!! نساء جئن على أهبة الزينة الفجّة وكأنهن بائعات هوى ضللن الطريق!!! شعر منكوش، ومكياج راقصات، وملابس فاضحة مستفزّة للدين والقيم والأخلاق!!! هل هذا مظهر محترم لموظفة جاءت لتمثل جهة عملها؟ أم إنها أداة إثارة يسلطها مديرها على مديري المالية ومسؤولي المناقصات للتأثير عليهم وسلب تركيزهم؟! للحصول على صفقة أو مناقصة، أليس هذا نوعاً من الاتجار بالبشر من خلال استغلال حاجة النساء إلى العمل وتحويلهن إلى دمى تثير الغرائز؟! أعتقد أن المسؤولية تقع على مديري الإدارات الحكومية الذين يسمحون لأمثالهن بالتجول في إداراتهم على هذا النحو الفاضح، مع أن لفت نظر رسمي لمسؤوليهن يشترط مظهراً عاماً محترماً يكفي لحسم هذا الوضع الشائن، لأن الفرق كبير بين المظهر الحسن اللائق ببيئة العمل والمظهر الشائن الذي يشي بأمور كثيرة إلا احترام النفس والذوق العام. أقترح أن تصدر الحكومة تعميماً يحدد مواصفات المظهر العام لمندوبات التسويق اللاتي يتجولن بين الوزارات والجهات الحكومية، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه مسيء لكافة الأطراف. تعميم يحد من انتشار ظاهرة مندوبات التشويق المثيرة للغرائز المسيئة للذوق العام، فكما أن هناك تعليمات خاصة بالنقاب ورفض تعيين المنقبات، لا بد أيضاً أن تكون هناك تعليمات خاصة بالمظهر العام للموظفات الوافدات، ومنهن مندوبات التسويق. إضاءة لبيئة العمل طقوس عامة يجب أن تحترم، ومنها المظهر الشخصي الذي يعبر عن الجدية والاحترام.