الصغار.. كبار

Loading

يحكى أن مدير إدارة مهمة في (مؤسسة / هيئة / وزارة) أقام علاقة محرمة خلف الأبواب مع (الآيباد) أثناء ساعات الدوام الرسمي… وتوغّل في الإثم حتى حوّل كل مهامه لصغار الموظفين ليقوموا بها من الألف إلى الياء، منوهاً إلى ضرورة المراجعة الدقيقة للعمل قبل أن يقدم له ليكتفي هو بالتوقيع فقط. المشكلة أن هناك كثيرين مثله.. يفهمون التفويض بشكل خاطئ، ويظنون أنه إلقاء الأعباء على عاتق صغار الموظفين الذين يتطلعون إلى رضاه ليتم تقييمهم بشكل عادل ومن ثم ترقيتهم!! بالمناسبة، من أتحدث عنه هنا لا يقوم حتى بالتقييم ويوكله للموظفين، ولا يرفعه للموارد البشرية لاتخاذ الإجراءات المترتبة على التقييم، وفي هذا ضياع للحقوق وهدر للجهود. إنني أتعجب والله ممن جاء بهم مديرين لإدارات حيوية، وهو يعلم علم اليقين عن هذه السلوكيات العجيبة.. وإن كان لا يعلم فقد اكتشفها ولم يحرك ساكناً، تاركاً الظلم يستشري في مكان عمله.. أنا حزينة عليه وأمثاله كيف يتمتعون برواتبهم وأعمالهم ينجزها غيرهم؟!! ولكني لست حزينة على صغار الموظفين لأنهم بما يفعلونه يحصلون على تدريب يومي على مهام الكبار، ولكن هل سيصلون لتلك المناصب التي يحتلها أمثال هذا المدير، الذي أجزم أن الواسطة أهم مؤهلاته!! لو كنت مكانهم لبادرته في أحد الاجتماعات وشرحت له التفويض على أصوله، والذي يختلف تماماً عن الاستعباد الذي يقوم به!! أعتقد أن أمثال هؤلاء يحتاجون لهزّة عنيفة كالإيقاف عن العمل، فلن يخسر مكان عمله كثيراً لأن المهام ستستمر بفضل الصغار الكبار.. يحتاج لأن يوضّح له رئيسه -إن لم يكن على شاكلته- أنه يتقاضى راتباً ضخماً لأن مهامه ضخمة، والتي لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقوم بها أحد غيره، خاصة تلك التي تؤثر في صلب اختصاص الإدارة والخطأ فيها يكون قاتلاً، لأنه من الجبن حينها أن يدفع الصغير الثمن، بينما الكبير يقيم خلوة محرّمة في مكتبه مع كمبيوتره!!! متمتعاً براتب وامتيازات لا يستحقها. إضاءة.. الاستعباد سلوك بغيض، والاستغلال سلوك أكثر بغضاً، فاتقوا الله أيها المديرين فيمن عندكم ويعمل تحت رئاستكم.