وماذا بعد.. الآن؟

Loading

الآن وقد أصبح يومنا الوطني الماضي ذكرى رائعة في سجل الزمان، ينشر مشاعر الفرح والامتنان والحمد على النعم كلما تذكرناه، يجب علينا أن نفكر كيف نختزل تلك المشاعر الفيّاضة والفضفاضة، ونحوّلها إلى سلوكيات إيجابية، ونترجم حب الوطن فعلاً.. لا قولاً فقط. فكلنا مسؤول في موقعه، بدءاً من الوالدين اللذين يقع عليهما الجهد الأكبر، حيث يتوليان زمام التربية في أكثر سنوات العمر خصوبة، وعليه من المهم أن يغرسا الكثير من القيم والعادات التي تظهر قيمة حب الوطن وجعلها في أعلى سلم أولويات أولادهما.. ثم يأتي دور المدرسة والإعلام لتعويدهم السلوك الحسن وإثابتهم عليه، وإعلاء تلك القيمة أعلى فأعلى.. فيخرج الإنسان من تلك الأطوار وقد وطّن نفسه على حب الوطن والدفاع عنه سلماً وحرباً.. إن الدفاع عن الوطن سلماً يتمثل في المحافظة على مقدراته من الهدر والإسراف.. والحرص على نظافته واحترام أنظمته.. وحماية الأرواح والممتلكات من التلف والضياع. حب الوطن قيمة عظيمة والدفاع عنه قيمة أكبر وأعظم، لذلك يجب أن تتبلور في تفاصيل حياتنا اليومية.. في مسؤول منتظم في عمله داعم لموظفيه عادل في تقييمه لهم يفوضهم ويثني عليهم ويوجه المقصر منهم إلى سواء السبيل.. في تاجر حريص على دعم اقتصاد الوطن يؤدي خدمة مجتمعية ثرية، ويهتم بتقطير مؤسسته وشركاته.. فالتقطير وطنية أيضاً، في طبيب ومعلم ومهندس وغيرهم، تعددت الصفات والدور واحد، يتجلى في احترام العمل وتأديته على أتم وجه.. في إعلامي يبحث عن الجمال في موطنه ليرسله في فضاء البث.. في عشاق الشبكات الاجتماعية يعكسون صورة إيجابية عن الوطن، ويقدمون إنجازاته ويدعمون رؤيته.. في ناقد يفهم وظيفة النقد فيقوّم الاعوجاج، ويصلح المسار بالقول الحسن وإن كان حاداً.. فذلك يختلف عن نشر الغسيل الذي يؤذي الوطن وأهله.. لا بد من وقفة نراجع فيها سلوكياتنا وعاداتنا لنتعلم معاً حب الوطن، وليس ذلك صعباً أبداً فالعادات تتغير من خلال إحلال عادة حسنة مكان عادة سيئة، ونحن قادرون على ذلك.. وإلا ما لنا خانة. إضاءة.. سمو الأمير.. الأمير الوالد شكراً لكما لأنكما أضفتما إلى فرحتنا عمقاً سيبقى أثره طويلاً.