اليوم تحتفي الجميلة قطر بذكرى الانطلاقة المباركة لتأسيس الدولة الحديثة على يد المغفور له بإذن الله الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، الذي تحدث التاريخ عن شغفه بها فكانت عشقاً تاريخياً متأصلاً.. بدأ في قلب المؤسس «جاسم»، واستقر في قلب المجدد «حمد» لينقله إلى الواعد «تميم».. فلم يمرّ بها حاكم إلا ووقع في غرامها وأعطاها بإخلاص بحسب قدرته ومعطيات زمانه.. هذا البلد الصغير في مساحته الشاسع في حضنه العملاق في خطواته، يسوسه قادة عاشقون له بارون بأهله، يستمدون وقود رحلة النماء والتقدم من ولاء ووفاء شعبهم المخلص المحب. فما هو إلا أسرة أصيلة متآلفة تعلي شأن الدين، وتحمي الجار، وتغيث الملهوف اصطلح على تسميتها بـ (شعب). قطر حالة تستحق التوقف أمامها وتأمل الإنجازات على أرضها، وإبراز جمالها وأخلاق شعبها. هي ليست المدينة الفاضلة ولكنها أرض واعدة تنشر قيم الخير والعدل والجمال.. تركها سمو الأمير الوالد ورشة بناء عملاقة كما وصفها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وهي بالفعل كذلك ينتظرها مستقبل مشرق ومكانة أعلى بإذن الله. قطر جميلة جداً لأنها عطيّة الرحمن، نعمة الله التي تستوجب الحمد والشكر آناء الليل وأطراف النهار.. فهل قمنا بذلك حقاً؟ فلنكن على قدر جمالها مواطنين ومقيمين علينا أن نحوّل كل هذه المشاعر الفياضّة لأفعال مخلصة على أرضها.. كل في موقعه، أن نتشارك في إصلاح العيوب التي تطرأ على عملية التقدم والازدهار في قطر بأسلوب راقٍ، وأن نكون مخلصين في عملنا.. سفراء خير لقيم وطننا مصلحين نتقن ما نقوم به وما يوكل إلينا. ألا نزايد على غيرنا وننتقص من وطنيته، فقطر تحتاج المناصحة لا المناطحة.. وحتى أنت أيها الساكن خارجها، إذا أردت أن ترى جمال قطر الذي يعرفه المقيم على أرضها، فعليك أن تتجرد من التلون والأيديولوجيات وأن تنظر إليها بعين الإنصاف والتجرد. إضاءة كل التقدير والولاء للعائلة الحاكمة آل ثاني الكرام، التي قدّمت لقطر ولنا فرساناً نفخر بهم ونشدّ على أيديهم، ونقف معهم في خندق واحد حب قطر وبناء أمجادها والذود عنها، فالحمد لله على نعمة الوطن الآمن وولي الأمر الصالح.