مبدأ مهم بني عليه هذا الكون، لينظم أسس ومبادئ أي عمل يقوم به الإنسان في الدنيا والآخرة. وتأتي الجنة التي لا تخطر على بال بشر في ذروة سنام الثواب، وفي المقابل تتسيد النار بعذابها المقيم قمّة العقاب.. وضعهما الله عزّ وجل ليختار الإنسان نوعيّة حياته ومآله. لذلك كان هذ المبدأ أسّاً مهماً في البيت والمدرسة ودوائر العمل على مختلف تخصصاتها وطبيعتها، فالوالدان الناجحان يربيان أطفالهما على ذلك بين شدة ولين دون قسوة تنزع العاطفة وتشوش المشاعر.. وكذلك المعلم الناجح يكمل دورهما بين توجيه جاد وثناء محمود وعقاب يقتضيه الحال. هذه هي أصول التربية بل أصول الحياة التي تقوم عليها المجتمعات الناجحة.. ولا بد أن تتبناها دوائر العمل ليثاب المجتهد المعطاء، ويعاقب المستهتر، طبقاً لسياسة تتضمن إجراءات متدرجة لا إفراط ولا تفريط. إلا أنه ومن ضمن متابعتي لأداء مجموعة مؤسسات لاحظت أن تلك السياسة -إن وجدت- مركونة على الرف ليترك الموظف والموظفة عرضة لمزاجية مديره، فإن أحبه أعطاه وإن كان مقصراً، وإذا أبغضه حرمه وإن كان مستحقاً!! بل المأساة تتجلى في أن المجتهد المعطاء قد يحارب حرباً تتصاعد بتصاعد نجم موهبته وإبداعه خوفاً على الكراسي والمناصب، وقد شهدت بأم عيني كيف تمت التضحية بمتميّزين كثر على مقصلة الأنانية وتغليب المصلحة الخاصة على مصلحة العمل، بل مصلحة الوطن الذي يحرم من عطاء نوعي مميز وكفاءات وطنية مخلصة نتيجة من أغفل عقاب الله عزّ وجل وهو آتيه لا محالة.. فالظلم ظلمات في الدنيا والآخرة كما يعلم الأناني قبل غيره.. ولأن السنّة الكونية تؤكد أنه لن يصح إلا الصحيح في نهاية الأمر، فمهما أضاع الأنانيون حقوق الناس لا بد أن تعود، فلا تحبط نفسك عزيزي الموظف، ولا تتأثر من هذه الأجواء الفاسدة، فالعمل المخلص لله ثم للوطن الذي أعطى وما زال يعطي بسخاء، فلا تلتفت لمحاربي الأكفاء الناجحين، واستمر فإن فاتك ثواب الدنيا فإن ثواب الآخرة خير وأبقى… إضاءة رسالة إلى مدير ما.. إن تقوى الله كل لا يتجزأ.. فاتق الله وتذكر أنها لو دامت لغيرك ما وصلت إليك.