ذكرني قرار أنجولا بحظر الإسلام على أرضها، وتحويلها القرار إلى فعل بهدم المساجد في مشهد مؤلم يعكس ضعف أمة الإسلام ووهنها، ذكرني بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟! قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت… فنحن -للأسف- كما أخبر عنّا الرسول الكريم إلا من رحم ربك, وهم نفر قليل مستضعفون في الأرض, ومحاربون في كل مكان. فأمة الإسلام التي جاوزت المليار عددا وانتشر أفرادها كالجراد يغطي الأرض من أقصاها إلى أدناها كغثاء السيل تكالبوا على الدنيا واقتتلوا عليها, حتى ران الوهن على قلوبهم، فما انتفضوا لأرض تسلب, ولا عرض ينتهك, حتى هانوا على بعضهم واستهتر بهم عدوهم لتكشف الأيام عن (أنجولا), ذلك البلد الذي لا يكاد أن يذكر ليناصبهم العداء ويهدم مساجدهم ويستهين بهم, تصديقا لقول الرسول الكريم: “ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم” فلم يعد يخشاهم لا كبير الأعداء ولا صغيرهم! نحن نعيش لحظات فارقة من عمر أمتنا الإسلامية, فإما أن نكون أو لا نكون. لابد من نبذ الفرقة والعداوات الفارغة والاتحاد لدحر أعداء ديننا. فالأمم من حولنا تتفق وتتحد حتى مع أعدائها من أجل مصالح دنيوية, فمالنا لا نتحد من أجل نصرة الإسلام؟! إن ما حدث في أنجولا شرارة لا بد أن تحرق الوهن في قلوبنا ليتحول إلى جمر التطلع لسيادة الإسلام وأتباعه… هو الخطوة الأولى في طريق تمكين المسلمين من مقاليد الدنيا وسيادتها, فالإسلام جاء ليسود, وهذا ما سيحدث عاجلا أم آجلا… ليس حلما ولا وهما وإنما يقين برب العالمين وتصديق لرسوله الكريم الذي بشر بذلك في أكثر من حديث شريف, فواجبنا الآن العمل على ذلك. فهل نبدأ طريق السيادة بمراجعة شاملة لجوانب حياتنا, وأهمها مناهج التعليم التي يجب أن تربي الأجيال على العزة بالإسلام وضرورة نصرته وتمكين أتباعه في كل مكان لا محاربتهم والتنكيل بهم! حينئذ سننجح في تحقيق ما استخلفنا من أجله. إضاءة لا خوف على الإسلام فله رب يحميه ولا على المساجد فالأرض مسجدنا وإنما الخوف كل الخوف على المسلمين الذين تمكّن الوهن من قلوبهم وتجرأ عليهم الكبير والصغير وهم يتفرجون.