كان هذا عنواناً لهشتاق نشط خلال الأيام الماضية، وقد اتفقت معظم الإجابات على نقاط رئيسة تدل على فطر سليمة وأخلاق عالية. حيث جاءت التجاوزات الأخلاقية قولاً كالألفاظ المسيئة للدين ورموزه والخادشة للحياء والخارجة عن الدين والعرف والسباب والإساءة المباشرة للأشخاص.. كنشر الصور والفيديوهات الخارجة والمعاكسات والدرعمة (لفظ عامي يصف أولئك الذين يشاركون برد ليس له علاقة بالموضوع وعادة ما يكون هجومياً) في مقدمة ما يكرهه المغردون في «تويتر». فاتفاق الغالبية الغالبة -إن لم يكن جميع المشاركين وهم عدد يعتد به– على ذلك له دلالة على أن تمكن الدين والقيم الصحيحة من النفوس قوي، رغم رياح التغريب التي تهب على مجتمعاتنا المحافظة، ودعوات التطور المزيف بالتنصل من مظاهر حضارتنا الإسلامية والعربية. هذه ملاحظة أحببت أن أسوقها قبل أن أجيب على هذا الهشتاق المعبر هنا، حيث لا يتسع المقام هناك لإجابتي.. فأقول: إن ديننا الإسلامي الحنيف كفل للإنسان حريته، خاصة حرية التعبير عن رأيه.. بل وتجاوز ذلك إلى مكافأة المجتهد بأجرين إن أصاب وأجر إن أخطأ.. إلا أن المتابع لكثير من التغريدات التي تخوض غمار الحوار والنقاش يجدها تسفّه الآراء وتحقّر أصحابها، وهذا ما لا يجوز أبداً.. فالتحقير والسخرية والهمز واللمز كلها نواهٍ معلومة عند الجميع، ولا بد من احترام كرامة الإنسان مهما كان رأيه، احتراماً لخالقه العظيم.. ومحاورة المخطئ لتوضيح نقاط الضعف والخطأ في رأيه. فهنا تكمن قوة العقل والشخصية. أما ما سبق فهو دليل على ضعف الحجة أو عدم التمكن من أدوات الحوار. في «تويتر» وغيره نحن نبحث عن الأصدقاء الصدوقين وخلق علاقات إنسانية راقية، لا خلق عداوات لا ضرورة لها. فتويتر وغيره من مواقع التواصل منصات للتعبير عن آرائنا بحرية تامة، وهذه نعمة تستوجب الشكر والثناء على الله بحسن استخدامها، وتحويلها إلى عامل من عوامل التآلف والاتحاد بين المسلمين، لا استخدامها في تعميق خنادق الفرقة والشقاق التي يحفرها لنا أعداؤنا في كل مكان وزمان، خاصة في هذه الفترة الحرجة. ولا يخفاكم أحبتي أن أفعالنا وأقوالنا تمر تحت قلم رقيب عتيد لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها في سجل سنراه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم… فانظروا إلى قلوبكم وطهروها، وراقبوا أقوالكم ونقّوها، واشكروا الله على منصات التعبير الحر بحسن استخدامها في نشر الخير والحق والجمال. إضاءة كان الأسبوع الماضي رائعاً حافلاً بالمطر الذي نشر في الأجواء عبق السعادة والسرور، وكان ختامه مسكاً بمشاهدة سمو الأمير الوالد في «كتارا» فهنيئاً لنا.. بأمراء منّا وفينا.