تصادميّة

Loading

شهد أمس الأول إزالة تمثال «نطحة زيدان» الذي يقدم أسوأ مشهد في الملاعب الخضراء، والذي لم نعرف بعد مغزى استضافته، وإفراد تلك المساحة المميزة له!! حدث ذلك بعد تصاعد الرفض الشعبي لوجود التماثيل عامة، ورغم الإعلان عن الوجود المؤقت لذاك التمثال إلا أن الأمر بدا وكأنه استجابة للضغوط! وسواء كان هذا الرفض عبارة عن مقالات تمثّل كتّاباً ومثقفين أو هاشتاق عبر «تويتر» يمثل أفراد المجتمع، فإننا نصل إلى نتيجة مفادها أن من يدير عملية تنظيم الفعاليات الفنية والثقافية منفصل عن الجمهور. ففي شهر واحد حدثت أكثر من ردة فعل غاضبة تجاه وجود تمثال ما أو بسبب معرض ما! ومنذ فترة انتقدت إقامة حفلات الأوبرا، وهي فن نخبوي لا يحضره أهل قطر إلا فيما ندر.. إلا أنه تحوّل إلى موسم سنوي باذخ تصرف عليه الأموال الطائلة! وفي رأيي أن ذلك لم يكن ليحدث لو كان المسؤول عن وضع خطة الفعاليات الثقافية وتنفيذها قطرياً يعرف أهل قطر ومعتقدهم وعاداتهم وتقاليدهم وما الذي تسمح به أو لا تسمح.. فرغم اختلاف رغبات الناس ورضاهم -الذي لن يدرك أبداً- إلا أنه على المسؤولين هناك الحذر من التصادميّة مع الجمهور.. فليس جميلاً أبداً جلب فعالية ما تحت عنوان الثقافة والعنوان الفضفاض، ثم العودة لإلغائها تحت ضغطه وحملاته الرافضة لهذه الفعالية أو غيرها.. فهذا هدر للمال العام ولسمعة قطر ومثقفيها! أقترح على المسؤولين طرح استبيانات واستطلاعات على الجمهور للوقوف على أذواقهم وميولهم واتجاهاتهم لوضع خطة ثقافية فنية تناسبهم ولا تتصادم معهم.. ويمكن عمل ذلك بسهولة مطلقة، خاصة من خلال «تويتر»، الذي بات منبراً للرأي العام القطري. فإذا أردتم النجاح حقاً كونوا جزءاً من الشعب لا نخبة منه أيها المسؤولون الكرام. إضاءة نحن شعب له ثقافته وفنه ولمثل هذا يجب أن تفتح صالات العرض وساحاته.. فليس من المعقول صرف تلك المبالغ الطائلة على فعاليات لا تمت لنا بصلة، بينما يشكو المثقفون والفنانون من قلة الدعم.