للمسلمين عيدان لا ثالث لهما، قدر الله أن يأتيا متقاربين لتبقى بقية الشهور بلا عيد، حتى تفنن الإنسان في ابتكار المناسبات والأعياد.. إلا أنه يبقى لعيدي الفطر والأضحى ميزتاهما الخاصتان. وفي رأيي أن هيئة السياحة وشركاءها نجحوا في صناعة الأعياد وجعل قطر وجهة مفضلة فيها.. ورغم أنني لا أخرج في العيد إلى أية فعالية إلا أنني أحرص على متابعة ورصد ردود الفعل حيال ما يحدث في قطر في العيد، والنتائج المدهشة التي يحققها صنّاع العيد من خلال التقارير الإعلامية وانطباعات زوار الفعاليات من داخل قطر وخارجها. وأعتقد أن امتداد الفعاليات على الخارطة القطرية جنوباً ووسطاً وشمالاً وزّع الفرحة على سكانها مواطنين ومقيمين، وحقق نجاحاً إضافياً لتلك الجهود الطيبة. وكالعادة لم يكدّر فرحتنا بالعيد إلا الحوادث المرورية القاتلة -للأسف الشديد- فليت الله يكفينا شرها بهداية شبابنا لما فيه صلاحهم. ولأن العيد في ماديته كالعيدية والاحتفالات والمهرجانات عيد الأطفال يفرحون به ويعيشونه، فالعيد بمعانيه المجردة كموسم للعبادة وصلة رحم يشغل الكبار ولكنه لا يمنعهم من الاستمتاع بتلك الفعاليات كفرصة لاجتماع أفراد العائلة، ولهذا كانت الإجازة التي تمنحنا وقتاً ذهبياً مع الأسرة، فلا تضيعوه، خاصة أن القائمين على صناعة العيد أتاحوا مجال الاحتفال للجميع. لذا كان شكر صنّاع العيد عبر البلاد واجباً علينا، فليتقبلوا منّا باقة شكر وضمة زهر على جهودهم الخلاقة في جعل الفرح هدية قطر لأهلها وزائريها.