سيم.. سيم.. يو !!

Loading

زرت الأسبوع الماضي مدينة وناسة الترفيهية، وهي مجهود يستحق الشكر والتقدير، لأنها أتاحت الترفيه لأطفالنا الصغار الذين يعانون من عدم وجود مدن ترفيهية يروحون فيها عن أنفسهم. وكذلك قدمت ترفيهاً للكبار من خلال المعرض / السوق المقام على هامشها. كما حرصت على توفير مكان آمن يضمن سلامة الجميع من حيث جودة الألعاب ووجود المطاعم والمقاهي والتنظيم والسعة.. ولا يفوتني هنا تسجيل شكر لهيئة السياحة التي حققت موسماً سياحياً مميزاً خلال هذا الصيف.. وأدعوها أن تعمل جاهدة على قيام مدينة ترفيهية كبرى «مكيفة»، لأننا نحتاج ذلك بحق. ما دفعني لكتابة المقال هو موقف غريب -ربما بالنسبة لي- ولكن سأطرحه عليكم لنرى معاً أبعاده.. احتاج الصغار «الحمّام» أعزكم الله، فأخذتهم إلى حمام النساء، ففوجئت حينما دخلت بدخان السجائر ورائحتها المقيتة، فظننت ظن السوء في العاملة فسألتها: لماذا تدخنين هنا؟ فأشارت إلى حمام ذوي الاحتياجات الخاصة المقفل، وقالت بلهجتها الآسيوية: نو مي.. سيم سيم يو وهي تشير إلى ملابسي «العباءة والشيلة» فاستغربت! ولم يطل استغرابي لأن من يجلسن داخل الحمام مستمتعات ويقهقهن، مما نفى التهمة عن العاملة، ولكنه لم ينفها عن القطريات.. خرجت وسجلت هذه المخالفة عند رجل الأمن القابع خارج الحمام، ورحت أفكر في المدخنات، وأتساءل: هل هن قطريات فعلاً؟ أم من المتشبهات بهن من الجنسيات الأخرى، وما أكثرهن؟ في الحالتين يجب اتخاذ إجراءات تجعلهن يحترمن القرار الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة.. إضاءة.. إذا قررت أن تدخني فتلك حريتك الشخصية التي لا يجب أن تتجاوز حدود الآخرين وحريتهم بعدم التدخين.. مع العلم بأنك تخالفين أمراً إلهياً يوصي بعدم رمي أنفسنا بأيدينا في التهلكة.. والسجائر بما تسببه من سرطانات متنوعة تهلكة بينة. «وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» {البقرة:195}. كما تخالفين الأنوثة ورقتها وطيب أنفاسها، فمهما تأنقت وارتديت أغلى الماركات يبقى منظرك كمدخنة منفراً لأنك تصادمين مجتمعاً يكافح ليبقى نقياً.. أما إذا كنت غير قطرية، وترتدين زيها فاحترمي ذلك ولا تسيئي لها وله.. لأنكن معاً (قطرية /غير قطرية) لستن سيم.. سيم.. مي ولله الحمد والمنة.