الجزيرة في أميركا

Loading

على أنقاض قناة – كارنت تي في – وبأسماء مشهورة كجوي تشين وجون سيجنثالر وديفيد شوستر وحملة دعائية تقول.. غيّر الطريقة التي تنظر بها إلى الأخبار.. احصل على أخبار أكثر عمقا وأوسع أفقا كل يوم.. غزت قناة الجزيرة– من قطر الولايات المتحدة الأميركية، متعهدة بالتفوق وهي جديرة به بعد عقد ويزيد من التألق والنجاح.. وإن كنت أتحفظ على بعض ما فيها إلا أنني أرى في هذا الغزو الثقافي المرتد نعمة يجب أن نستثمرها في أكثر من مجال لتغيير الصورة النمطية للإسلام والعرب. وكما بدأت الحملة الإعلانية بمغازلة الشعب الأميركي -المتعطش للمعرفة والاطلاع من خلال صحافة جادة وعميقة- من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي يدمنها، فعليها أن تواصل تقديم قصص إنسانية في قلب الأخبار مفعمة بقيم الدين الإسلامي لتتعرف أكثر من أربعين مليون عائلة على الوجه المشرق لديننا الحنيف الذي ظلمه الإعلام الغربي كثيرا، إلا أن ظلم أتباعه كان أشد مضاضة وأعمق أثرا، وعليه يجب أن تبرأ ساحتهم ويقدموا أنفسهم بشكل يليق بعظمة الإسلام وعراقة الأمة. فـ14 ساعة من الأخبار والبرامج الوثائقية والحوارية.. ونشرة أخبار كل ساعة خلال الـ24 ساعة والتحقيقات التي تأمل قناة الجزيرة أن تستقطب المشاهدين من خلالها، محتو كاف لتحقيق هذا الهدف الأسمى. وبرغم أن بعض الآراء تشير إلى أن القناة قد تواجه التحديات التقليدية نظرا لأنها عينت أشخاصا يعملون في قنوات تقليدية، والبعض الآخر يرى أن الجمهور الأميركي قد لا يقبلها بوصفها معادية للغرب نظرا لأنها كانت تبث رسائل بن لادن –غفر الله له– عدو أميركا الأول، فإن الميدان سيثبت أن قناة الجزيرة أميركا انطلقت في هذا الوقت تحديدا لتنجح بل لتتفوق على مثيلاتها في الولايات المتحدة.. ومن مكانها المميز الذي يطل على الكونجرس في واشنطن العاصمة ومركزها الإخباري واستوديوها الذي يقع في نيويورك الجميلة ستنطلق قناة الجزيرة بفكر عربي واحترافية عالية حققت اكتساحا سابقا للقنوات الإخبارية في أميركا، والآن تغزوهم في عقر دارهم لتثبت أن النجاحات العملاقة تبنى بالعمل الدؤوب وتحقيق نجاحات صغيرة لكنها متواصلة. في انتظار أصداء النجاح الذي أرهصت له استطلاعات الرأي الإيجابية لأولئك الذين شاهدوا الجزيرة من قبل وبلغت نسبتهم %90 وهي نسبة مشجعة للانطلاق بثقة في مجتمع متعدد الأعراق والانتماءات لتقديم شكل جديد بآفاق جديدة. إضاءة.. يحفظ الله عزّ وجل الإسلام ويهدي إليه من يشاء إلا أننا مأمورون بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعليه تمثل الجزيرة- أميركا طريقة مبتكرة لتحقيق هذا الهدف السامي.. فهل تفعل؟ فهذا هو التفوق الحقيقي الذي ننتظره.