جاء الربيع العربي -كما يسمونه- ليمتحن كثيراً من المواقف والمبادئ، ويكشف عورات سترها السلام وغطتها الدعة. وفي مصر تحديداً أجد أن تداعيات ما يحدث على أرضها من حصاد دام لثورة 25 يناير كشفت جانباً غير شريف فيمن كنا نحسبهم مثقفين، مفكرين، مبدعين بل حتى مشايخ متدينين!! وأسفي عليهم وقد تم اختطاف فكرهم واستلاب مشاعرهم وتأميمها لصالح الطاغية، بينما انحاز المفكرون في كل مكان على مر التاريخ للشعب. أحدهم أدعياء الثقافة والفكر المتلونين والمرتزقة ينحازون للطغاة. فمن يقبل بدور زاحفة الوزغ -التي نفخت في نار سيدنا إبراهيم عليه السلام- وينفخ في نار البطش لتشتعل وتحرق الأبرياء.. ليس في المفكرين والمثقفين والمبدعين في شيء، فأولئك يتمتعون بحس عالٍ وإحساس راقٍ لا يتفق مع ما تفعله جوقة السلطان في مصر.. الله عليكم يا من تدورون في فلك الطاغية وارتضيتم أن تكونوا من حاشيته!! فماذا بظنكم سيحدث لكم بعد رحيله، وهو قريب بإذن الله.. كنت ألتمس العذر فيما سبق وأقول من حق أي إنسان أن يؤيد هذا الطرف أو ذاك، ولكن اليوم وأنا أشهد أنهار الدم تتفجر على أرض مصر، والآلة العسكرية تحصد مستقبلها بقتل خيرة شبابها فإنني أستنكر تأييد ذلك من المواطن العادي.. فما بالك بالمثقف الذي منحه الله المعرفة والوعي؟! بل إنني أكاد أجزم أن ما زاد عدد المؤيدين للطاغية إلا تصدر هؤلاء للمشهد.. إن تلك المنحة الإلهية نعمة يجب شكرها بطاعته لا كفرها وعصيان ربها بالأكل من شجرة الدم المحرمة… فإنكم حينما فعلتم انكشفت لنا عورات لا تسترها الأوراق التي ستخصفونها ذات يوم.. فتوبوا إلى بارئكم وعودوا إلى أنفسكم قبل أن تلعنكم الأجيال القادمة والتاريخ الذي لا يرحم.. أما من استخدم مواهبه وقدراته وإبداعاته لكشف القناع عن وجه طاغية مصر وأنشأ إعلاماً بديلاً يدعم مواقفنا الواضحة التي لا تقبل المزايدة… فإني أتقدم له بالشكر والتقدير والعرفان.. غفر الله لشهداء مصر وسائر بلاد الإسلام وهدى الضالين المضلين الذين يقلبون الحق باطلاً وحسبنا الله ونعم الوكيل.