الزبدة.. يا سعادة الوزير

Loading

طالعت باهتمام بالغ لقاء الواعد وزير التعليم بأصحاب التراخيص الذين اعتبرهم شركاء في نجاح نظام التعليم في البلاد -وليسوا شماعة أخطاء مسؤولية كما كان في السابق- وقرأت التقارير التي نشرت حوله، بل حاولت التسلل لما بين السطور، نظراً لأن همّ التعليم همّ جبلت عليه، فهو مهمتي الأولى في الحياة (التربية والتعليم)، إلى جانب أنه تخصصي وميدان عملي لأكثر من 15 عاماً. ولأنني جيل وسط أحسب على النظامين القديم بثوابته والجديد بتقلباته كانت مقالاتي ترصد النظامين، ويمكن للمهتمين أن يعودوا إلى أرشيفي ليجدوا أنني اتخذت دور المراقب الذي جعل نجاح العملية التعليمية في قطر شغله الشاغل، فرصدت إيجابيات وسلبيات النظامين بأسلوبي الذي يجده البعض قاسياً وأجده ضرورياً. فالتعليم –أحبتي– مستقبل الوطن وسلاح الأجيال في مواجهة التحديات مهما كانت، لذلك وصىّ به صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأكد عليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لأنهما يدركان بعمق أن التعليم هو مفتاح النجاح والتقدم والازدهار.. وشواهد ذلك حولنا كبيرة وكثيرة لكل بلد آمن بأهمية العلم والتعليم في دفع عجلة الحياة والتمكين في الأرض.. لهذا لا يمكن المجاملة فيه بأية حال من الأحوال.. ولهذا أيضاً جاء توزير الوزير الواعد ليصلح خللاً أصاب نظام التعليم، حتى بات كل بيت مهموماً بمستقبل أولاده.. باكياً على ما وصل إليه حالهم.. أحتكم لذلك إلى حالات واقعية عايشتها وما زلت. ويكفينا دليلاً على ذلك، نتائج الطلاب هذا العام لتوضيح الأمر، ولكشف دوافع انتقاد المجلس الأعلى للتعليم بهيئاته، والتي دأبت على معالجة الخطأ بخطأ أكبر، لأنها لا تواجه نتيجة أعمالها، فشماعتها موجودة. ولا ضير أن تتم التضحية باثنين أو ثلاثة بل قل سبعة –أحياناً- من أصحاب التراخيص كل عام لتهدئة الغضب المجتمعي لما آل إليه حال التعليم خلال عقد مضى.. بغض النظر عن قانونية هذا الإجراء من عدمه.. ولك أيها الوزير الواعد أن تراجع –القضايا التي أقيمت على هيئة التقييم– وحدها، وكسبها الآخرون لتعلم كيف تدار الأمور هناك.. فما بالك بهيئة التعليم وغيرها؟ أعتقد أنه يجب على الجميع أن يواجه حقيقة أننا كشعب نطالب بإصلاح نظام التعليم دون مواربة أو تلميع، ودون الحاجة لتفعيل وسائل الإعلام لصد الهجوم –الشخصي– على المستقلات كما يراه سعادة الوزير.. ثق تماماً –يا سعادة الوزير– أن نجاحك والتربويين في إصلاح العطب سيفعّل وسائل الإعلام تلقائياً، لأنها ستثني على الجهود الطيّبة التي أعادت الأمور إلى نصابها.. وليس قبل ذلك. فأي إنجاز تفرد له صفحات الجرائد ويعلن عنه في التلفاز وغيره من وسائل الإعلام لا يوازي ضياع جيل لا يعرف مبادئ القراءة والكتابة. أنت مقبل على تركة ثقيلة -أعانك الله عليها– تحتاج منك إلى حشد المخلصين –لا المقالين– والاستفادة من خبراء التربية في الميدان، وأخص بالذكر لا الحصر السيد غلوم عبدالله الذي قدّم تجربة ناجحة بأقل الموارد قبل تدشين نظام المستقلة، وما زال يقدّم خلاصة جهده لا ينتظر من أحد جزاء ولا شكوراً. ولأننا ندرك تماماً بأن هذه الأمور لا تحل بين ليلة وضحاها فإننا معك منتظرون على أمل أن تنجح ومن معك فيما فشل فيه الآخرون.. إضاءة: أجد في نفسي موافقة على وصف سعادة الوزير هجوم وسائل الإعلام على المستقلة –بالشخصي– لسبب واحد فقط هو أن في كل بيت –تقريباً– شخصاً عانى سوء تطبيق نظام المستقلة التي تطبق سياسات المجلس الأعلى للتعليم.