أداء التحية.. إلى معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء الذي ما رأيت اتفاقاً على اسم مثلما رأيت الناس يتفقون على معاليه ويشيدون باختياره، حتى قبل إعلان القرار.. وهذا ليس غريباً على وزير أحسن إدارة وزارته حتى أصبحت الأفضل بين بقية الوزارات. فأداء التحية واجب بمناسبة تعيينه والإبقاء عليه وزيراً للداخلية لتستمر في تألقها ونجاحها كوزارة خدمية تمس المواطنين والمقيمين على حد سواء.. وفقك الله وسدد على طريق الخير خطاك. أما بعد فهذه برقيات عاجلة أرسلها لبعض الوزراء الجدد مزيّنة بالتهنئة، ومذكّرة بأن الوزارة تكليف لا تشريف، وأن العيون تراقب الأداء داخل قطر وخارجها لقياس نجاح هذا التشكيل الواعد بالخير بإذن الله. 1- سعادة السيد محمد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالي. تفاءلت كثيراً حينما أعلن اسمك وزيراً لأنك من أهل التعليم وناسه، ولك تجربة ناجحة في إدارة كلية قطر التقنية اتسمت بحسن المتابعة وتقديم الدعم والإنصاف.. وهذا ما يحتاجه أهل التعليم وما بدأت به عملك كوزير، فالمتابعة لما يجري في الميدان بعيداً عن تقارير ما كان بالإمكان أبدع مما كان سيعطيك صورة حقيقية لما يجري، ويساعدك على اتخاذ قرارات ناجحة وموفقة بإذن الله. وبداية أقترح على سعادتكم مقابلة المديرين وأصحاب التراخيص المسحوبة تراخيصهم هذا العام، لعلمي أنهم سيلجؤون للقضاء، وعليه فإن نجاحك في معالجة هذه الآفة -سحب التراخيص- ستعيد للمدير اعتباره، وقبل ذلك لإدارتي التعليم والتقييم الذين أخطؤوا كثيراً وطويلاً، وأرى أنه حان موعد تصحيح هذه الأخطاء. ليكن توزيرك ثورة تصحيحية تعيد للتعليم رونقه بمراجعة أداء مديري الهيئات ومن يتحلق حولهم والإبقاء على من يستحق -فقط-، فالبعض أساء وجوده للتعليم إساءة بالغة.. ولم يعد هناك مجال للاستمرار. جميل هو طموحك بتفعيل التعليم التكنولوجي، والأجمل أن تكون أولويتك إصلاح العطب البالغ الذي أصاب مبادرة التعليم.. حتى يكون بناؤك على أساس متين.. وفقك الله. 2- سعادة الدكتور عبدالله الخليفي وزير العمل والشؤون الاجتماعية. لا شك أن وزارتك من أهم الوزارات التي تمس حياة المواطن بقوة، لأنها تُعنى به في كافة حالته، بدءاً بفورة نشاطه ونهاية بعجزه. ولا يخفاك -وقد كنت على رأس مؤسستين كبيرتين داخل البلاد وخارجها، ومطلعاً على الشأن المحلي وغارقاً في تفاصيل دستوره- أن إدارة العمل تحتاج إلى دفعة كبيرة لتحقيق حلم التقطير في القطاع الخاص الذي ينتفع بتسهيلات الدولة ويحرم أبناءها من التوظيف. وأقترح ربط التقطير بتلك التسهيلات، ليعلم رجال الأعمال وشركاتهم العملاقة أن للقطريين حقاً معلوماً في التوظيف دون منٍّ ولا أذى! من ناحية أخرى أجد أن راتب الشؤون الاجتماعية هو أولوية لا يجب إغفالها حباً وكرامة للمواطن القطري الذي يوليه سمو الأمير المفدى جل اهتمامه وهو ما أوصى به صاحب السمو الأمير الوالد .. فهو راتب لا يليق بالمواطن ولا يستجيب للغلاء المستشري في مجتمعنا، لذا حان موعد رفع رواتب الشؤون الاجتماعية بما يليق بمكانة قطر بين نظيراتها. كما أوصيك بالنساء -الأرملة والمطلقة والآنسة- خيراً فعجّل بحقوقهن دون إبطاء وتسويف، ولا تكن وزارتك والدهر عليهن.. وفقك الله. 3- سعادة الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني، وزير الاقتصاد والتجارة نحتاج وبشدة تفعيل حماية المستهلك، لأن الغلاء تحول من ضرورة اقتصادية إلى عمليات نصب واحتيال -عيني عينك- ولم يعد الأمر غلاء المعيشة وارتفاع ثمن السلع، بل تعداه إلى استغلال المواطنين استغلالاً بشعاً يستوجب المراقبة الدائمة والأخذ على يد المطففين.. وفقك الله. 4- سعادة الدكتور حسن لحدان المهندي وزير العدل. لعل أسوأ ما يتعرض له الإنسان هو الظلم، ولكن ما يشعرنا بالاطمئنان أننا في قطر حيث يسود القانون والجميع أمامه سواسية.. إلا أنه يعاب علينا طول إجراءات التقاضي، ومغالاة المحامين في الأجور، مما يجعل المواطن وغيره يقبل الظلم على مضض دون الاضطرار لدخول متاهات المحاكم ويجرده المحامي من أملاكه! وفقك الله. 5- سعادة الشيخ عبدالرحمن بن خليفة آل ثاني، وزير البلدية والتخطيط العمراني نطالبك نحن معشر النساء بالإسراع في صرف أراضينا التي تأجلت حتى انقضى العمر، ونسألك معاملة عادلة بيننا وبين إخوتنا الرجال، فكلنا مواطنون علينا ما عليهم ولنا ما لهم.. حقوقنا واجبة، ولا يجوز أن يسلبها الإبطاء أو الواسطة أو غيرها من الآفات.. كما أوصيك بأن تكون تلك الأراضي صالحة للاستخدام، ذات خدمات وبنية تحتية جيدة، ليتسنى لنا البناء والتعمير.. وفقك الله. ختاماً أسأل الله -عز وجل- أن يعين جميع الوزراء على حمل الأمانة وتأدية الرسالة، وأن يكونوا عوناً لسمو الأمير المفدى في المضي قدماً نحو مستقبل مشرق.