في البدء أبارك لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ثقة صاحب السمو الأمير الوالد والشعب القطري الكريم، سائلة المولى عز وجل أن يأخذ بيده لخدمة دينه ووطنه وأمته، وأن تنعم قطر في عهده باستمرار المعجزة الحقيقية التي صنعها سمو الأمير الوالد… أما بعد… ففي الأسبوع الماضي أنصت الشعب القطري بجميع حواسه وتلابيبه لخطابين مهمين مؤثرين، الأول صدر عن سمو الأمير الوالد الذي أعلن تنازله عن مقاليد الحكم لسمو الأمير تميم.. وكان خطاباً مفعماً بحب الوطن والشعب، ترفرف بين سطوره روح الوالد المسؤول عن الجميع. بينما جاء الخطاب الثاني موسوماً بالوفاء والثقة والإحساس بالمسؤولية على لسان صاحب السمو أمير البلاد المفدى، والذي وضع من خلاله ملامح عامة لما ستكون عليه قطر في المرحلة القادمة محلياً وإقليمياً ودولياً.. وهو خطاب شفاف واضح وحازم، أرسل في القلوب والعقول موجة ارتياح، لأنه أجاب على كل التساؤلات داخل البلاد وخارجها.. وأعلن بوضوح عن استقلالية قطر، فهي لا تتبع إلا رؤيتها، ولا تخضع لتوجيهات عليا، أو تتبع فصيلاً معيناً أو حزباً ما.. وبالنسبة لي كمواطنة وكاتبة أُعنى بالشأن المحلي وأتابعه ردحاً من الزمن، فقد توقفت عند الكثير من مفاصل ذلك الخطاب المبارك، وأود مشاركتكم فيها لنعمل معاً على تحويلها إلى مهام وطنية، وهي: 1- إن التنمية الحقّة هي حسن أداء المواطن ونبل قيمه وجديته وإنتاجيته في عمله وإخلاصه لوطنه، والتي يترتب عليها ارتفاع معدل الدخل، فهما صنوان لا يفترقان، وإن حدث فذلك خلل يجب علاجه على الفور. 2- أهمية وحدة المجتمع، والرفض القاطع لتقسيمه على أساس طائفي ومذهبي.. لأن هذا برأيي فتنة لعن الله من أيقظها.. 3- ضرورة تمسكنا بمبادئنا وما عرف عنا كشعب من طيبة يقظة وتواضع وأدب جم وإغاثة الملهوف. 4- صرامة التعامل مع سوء الأداء والإدارة والتقارير غير الصحيحة.. فما أحوجنا لمثل هذه الصرامة لضبط العمل بما يتناسب ورؤية قطر 2030، وأرجو أن تفعّل الرقابة الإدارية ومتابعة الأداء.. 5- خطط إعادة هيكلة الوزارات لتقليل الازدواجية وتحديد المسؤولية، مما يترتب عليه صرف المال العام في موضعه، ليعود بالنفع العام على الوطن والشعب. 6- توضيح أهمية الوظيفة العامة بوصفها تكليفاً لا تشريفاً، لتزول بذلك الأبراج العاجية والأبواب المغلقة والواسطة.. وتنتهي أسطورة ليس بالإمكان أبدع مما كان.. إضاءة.. قطر الآن ورشة بناء عملاقة، فليكن ولاؤنا لها ولقيادتها، التي شهدت الأسبوع الماضي اجتماعنا على قلب رجل واحد، من خلال الانخراط في هذه الورشة بالعمل المتقن والمخلص من أجل رفعة الوطن.. فلا اتكالية ولا كسل ولا واسطة بعد اليوم وإنما استحقاق وإصرار على المضي قدماً لتحافظ قطر على القمة التي حققها سمو الأمير الوالد، وسيحافظ عليها بإذن الله سمو الأمير المفدى.