لا شك أن تمتع أية دولة بقيادة حكيمة تستلهم الماضي، وتعمّر الحاضر، وتؤسس لمستقبل زاهر في زمن يتلاطم بالفتن التي بلغت حد تحوّل بعض الحكام إلى جزارين يستهدفون شعوبهم بالقتل والتشريد، هو نعمة تستوجب الحمد والشكر.. فلله الحمد والمنّة.. والمنصف المتابع لما يحدث في قطر من تحديث وتطوير وابتكار لملامح دولة حديثة قيادية يعلم أن قيادتنا –ولله الحمد– تضع العنصر البشري عامة والمواطن خاصة نصب عينيها، وتعمل حثيثاً من أجل رفاهيته واستقراره وتمتع أجياله القادمة بالخير العميم. وقيادة هذا ديدنها لن تغفل حقاً من حقوق المواطنين إلا وستمنحه صك التنفيذ والعمل به في حينه عاجلاً أم آجلاً. لهذا نثق فيها ونصدّقها ولا ننتظر منها إلا الخير كله. ومواكبة لمتطلبات العصر سبقت قيادتنا غيرها من قيادات الدول العربية في وضع رؤيتها الوطنيّة 2030، لتأخذ بناصية قطر إلى حيث تستحق أن تكون.. دولة متقدمة متطورة تضاهي غيرها من الدول الكبرى.. والمتأمل لدور قطر ونشاطاتها سيعلم أنها تستند لرؤية تنظم ملامح المستقبل، وسيستطيع رؤية تلك الملامح تتشكل في مختلف جوانب الحياة فيها.. وأنا أحد أولئك المتأملين الذين يعجبون بهذا النهج، وفي الوقت نفسه يتعجبون من تقصير الإعلام –مثلاً- في التوعية بالرؤية الوطنيّة!! وللعجب حكاية أخرى، فحينما نتأمل أحوال المواطنين نتساءل هل هم على علم بمحتوى الرؤية الوطنيّة؟ هل اطلعوا عليها وقرؤوا نصوصها؟ وكم واحداً فيهم حوّلها لبرنامج عمل يكون فيه عوناً للقيادة في تحقيق طموحاتها الجميلة للوطن والمواطن؟.. وإذا انتقلنا إلى مستوى أكبر من المسؤولية نتساءل: هل فعّلت السلطات التنفيذية رؤيتنا الوطنيّة كل في مجاله؟ هل خصصت المؤسسات العاملة في الدولة -بمختلف تصنيفاتها- جزءاً من خططها أو برامجها التدريبيّة لتمكين منتسبيها من فهم أدوارهم في تحقيق الرؤية الوطنية والعمل بها؟ رؤيتنا الوطنية ستكون بإذن الله موعداً جديداً لارتقاء قطر قمة أعلى ودخولها مرحلة أثرى وأغنى في مستقبلها الباهي.. فماذا نحن فاعلون -كمواطنين- لتحقيق طموح القيادة وجعله ممكناً ويسيراً؟ إضاءة.. كما للمواطن حق يستحقه دون منّ أو أذى.. كذلك للوطن حقوق يجب أن نحرص عليها، لأن صونها وحمايتها حماية لحقوقنا وتحقيق لرفاهيتنا وحفظ لمستقبل أولادنا.