تحظى المرأة القطرية بدعم تام من القيادة الرشيدة التي منحتها فرصاً ذهبية حتى تبوأت مراكز ومناصب مهمة، وأثبتت جدارتها، وقدمت نماذج مشرفة نفخر بها، بل وفاقت أخاها الرجل في أماكن عدة. لكن.. ما زال هناك تمييز ضدها في أمور مستحقة رغم اعتراف الجميع بتفوقها وتميزها واستحقاقها! وما زالت المرأة دون مستوى زميلها الرجل الذي يحظى بكثير من الحقوق فقط لأنه رجل. فالرجل ينظر إليه على أنه المسؤول عن البيت والإنفاق! لذلك يمنح علاوة اجتماعية أعلى وتأميناً صحياً ومصاريف تعليم، بل ويمنح أولاده الجنسية القطرية بالوالدية، بغض النظر عن جنسية ودين زوجته!! بينما تحرم المرأة القطرية من حقوق كثيرة استحقتها بجهدها المخلص وعملها المتميّز جنباً إلى جنب الرجل، الذي يتمتع بتلك الحقوق في تمييز واضح وصريح ضدها.. فهل من نصير يعيد الأمور إلى نصابها، ويمنطق الدعم اللامحدود من القيادة الحكيمة التي ذللت كافة الصعاب في وجه النساء اللاتي أثبتن أنهن على قدر الطموح.. بين الحين والآخر يصلني إيميل أو اتصال هاتفي يحمل حالة إنسانية تؤكد ما ذهبت إليه في مستهل مقالي.. فبعض النساء يشكون عدم المساواة في الحقوق والواجبات في مكان العمل رغم تفوقهن.. والبعض الآخر يشكو من الظلم الواقع على أولادهن –أبناء القطريات وبعضهن متزوجات من أقربائهن الذين يحملون جنسية خليجية– بينما القطري المتزوج من أجنبية يتمتع أولادها بكافة الحقوق!! وفئة تشكو من عدم الحصول على أرض وقرض رغم الاستحقاق وطول الانتظار.. وفئة أخرى تشكو حرمانها وحرمان زوجها القطري –بالتجنس- من حقوق أولادها في الاستقرار.. وكثيرة هي الحكايات المحزنة التي لا تليق بقطر.. ورحلة تقدمها وتطورها التي تخطوها على طريق السرعة والإنجاز.. قطر التي عمّ خيرها أقطار الأرض ليست عاجزة عن توفير حياة لائقة بالمرأة القطرية التي أعطت وما زالت تعطي بصدق وصبر وابتكار.. إنني أرى أن الترقيات والعلاوات والتأمين والتعليم والسكن وغيرها من الأمور المستحقة هي حق اكتسبته المرأة من عرق جبينها، فكيف تحرم منها ويتمتع بها زميلها في نفس الوظيفة، بل إن هذه الأمور توفر لموظف أجنبي حتى قبل أن تطأ قدمه أرض قطر؟! لا بد من مراجعة قوانين مجحفة وضعها ثلة من الخبراء المستوردين الذين لم يراعوا طبيعة المجتمع ولا مستجدات العصر.. فتجد المواطن والمواطنة يئنّون تحت وطأة تلك القوانين المشوهة.. لا بد من تشكيل لجان قطرية قلباً وقالباً لمراجعة تلك القوانين وإعادة صياغتها بما يوفر حياة كريمة للرجل والمرأة دون تمييز.. فهل من نصير لهذه الدعوة التي تهدف للمصلحة العامة وتحقيق مستوى من المواطنة لا يفرق بين رجل وامرأة، وإنما يقدر الجهد ويشجع الابتكار ويدعم الإنجاز من قمة الهرم حتى سفحه.. من المشرفين حتى التنفيذيين؟ إضاءة: المرأة نصف المجتمع وتربي نصفه الآخر.. فإن أنت أكرمت المرأة أكرمت في شخصها مجتمعاً كاملاً.