غداً.. تبدأ سنة جديدة

Loading

غداً الاثنين 6 مايو يأتي حاملاً معه ذكرى ميلادي الذي أحب أن أحتفي به كل عام.. فأحيي عاماً مضى بتجاربه وثماره، وأحَيّي عاماً جديداً يشرق بنور آماله وأحلامه. العمر طال أم قصر –روزنامة- خاصة بالإنسان، تسجل حياته يوماً بيوم بل لحظة بلحظة.. والعائدون من الموت يؤكدون أن آخر لحظات العمر هي سرد سريع لحياة الإنسان في فيلم مصور يمضي كلمح البصر!! أتأمل وجه الأحداث الماضية وأتفرس فيها جيداً لأستشف ما وراءها من حكم وعبر.. أتذكر العابرين طالت إقامتهم في أيامي أو قصرت.. فأرسل رسالة ممتنة لمن أضاف لي جديداً.. وأسامح وأستغفر لمن آذاني قاصداً متعمداً أم جاهلاً متعوداً!! لأعود من رحلة تأملي تلك وقد أدركت أنني ومنذ 2009 أعيش سنواتي الذهبيّة، لأن الله عزّ وجل أنعم علي بنعمة الوقت فاستثمرته بما عاد علي بالنفع في الدنيا والدين –كما أرجو-، فالحمد لله أولاً وآخراً على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. أعود للحاضر لأحتفي وأحبتي بسنة جديدة أضيفت إلى عمري، لا يهمني لو عشتها بعددها وعديدها، وإنما الأهم كيف سأعيشها؟ ومع من؟ فمعيار العمر ليس بالطول وإنما بالعرض.. باتساع الأيام للفرح.. للأحبّة أهلاً وأصدقاء.. للمشاعر الصادقة والدعوات الطيّبة…ولا مانع من هدايا تذكارية ترمز للاهتمام والشراكة الحقيقية المثمرة. يستنكر البعض علينا الاحتفاء بذكرى الميلاد ويسهب في سوق الأدلة والبراهين على قوله.. وأكتفي بقناعتي أنني لا أخالف كتاباً ولا سنة.. بل إنني أجد إيماني يتعمق كلما تأملت العمر ماضيه وحاضره، وحرصت على تجويده بما يرضي الله عز وجل ويقربني من نهاية آمنة حسنة كما أتمنى. وأرد على شبه تقليد غير المسلمين بأن الحضارات ما قامت إلا بتبادل المعارف والعلوم والعادات فيما بينها.. فلا ألتفت لقول قائل ودليل مستنكر، بل أمضي في طريقي مستقلة برأيي مقتنعة بالطريقة التي اخترتها لحياتي.. وأنا سعيدة جداً بأسلوب حياتي، ومرتاحة جداً لقراراتي التي حصدت لي محبة بين الناس وتقديراً عالياً عندهم.. فماذا يريد الإنسان أكثر من ذلك؟.. فلله الحمد من قبل ومن بعد.. إن خلاصة العمر تقضي بأنك إذا أردت حياة سعيدة وسلاماً داخلياً فقو صلتك بالله عزّ وجل قدر استطاعتك، وجاهد نفسك ألا تحيد عن طريق الخير والحق، وتسامح مع الآخرين واستغفر لهم. فكم واحداً منّا يتعامل مع سنوات عمره كما يتعامل مع ثروته المادية من مال أو أسهم أو عقار، فيثمنها ليبقي على الثمين ويسقط الرخيص ليحتفظ بكنزه متألقاً مثمراً معيناً على القادم من العمر. كن كذلك –عزيزي القارئ– فغداً تسأل عن عمرك فيم أفنيته.. وما جدواه.. إضاءة: اللهم ارزقني قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة. اللهم ارزقني حسن الخاتمة، وثبتني عند سؤال الملكين. اللهم اجعل قبري روضة من رياض الجنة، وارزقني لذة النظر لوجهك الكريم (أنا وأحبتي….أجمعين).