«مناظرات قطر» مركز يعمل تحت مظلة مؤسسة قطر التي ضخت ولا تزال مبادرات نوعية ارتقت بالثقافة في قطر ونوعّت توجهاتها وسمت بتطلعات شعبها نحو أفق جديد، من خلال إطلاق قدرات الإنسان. تأسس المركز ليقدم المناظرة كواحدة من أهم أساليب طرح وجهات النظر وتمحيصها، ويعمل على نشرها كثقافة في قطر بشكل خاص، وفي الوطن العربي بشكل عام، والمتابع لوضع الوطن العربي الآن يدرك كم نحن بحاجة لمثل هذه الثقافة وهذا الأسلوب الحضاري في طرح الأفكار وتمحيصها بعيداً عن التشنجات التي نشهدها على ساحة دول الربيع العربي التي ما أبقت للربيع رونقاً. كما أن المتابع للانتخابات التي تجري في ديمقراطيات العالم، وأشهرها الانتخابات الأميركية، يلحظ اعتماد المناظرة كأسلوب تفاضلي يرجح كفة مرشح على الآخر، من خلال قدرته على طرح الأفكار والمشروعات ودفاعه المنطقي عنها. ولما للمناظرة من فوائد فقد اعتمدتها أوائل التسعينيات تدريس، وما زلت أذكر مناظرة «المؤتمر الاقتصادي في قطر… ما له وما عليه».. فكانت حصة نموذجية رائعة أبدعت فيها الطالبات كل الإبداع.. وحضرها عشرات الزميلات تتقدمهن موجهة المادة التي أثنت على الفكرة.. وشجعت المبادرة، لذلك كنت أنصح بها كطريقة تدريس تضفي جواً من المنافسة، وتؤسس لتفكير عقلاني ومنطقي ينظر للأمور من خلال سلبياتها وإيجابياتها.. ويخلص لأسس ومبادئ نتجت عن تمحيص ودراسة. كما أنني أرى المناظرة أسلوباً حوارياً شيّقاً لو اعتمده الآباء مع أولادهم والأزواج فيما بينهم ليصلوا إلى قناعات مشتركة ويضيقوا من هوة أي خلاف أو حتى اختلاف وجهات النظر. وفي هذا المجال أدعو الجميع للاستفادة من الخدمات التي يقدمها مركز مناظرات قطر، كالورش التدريبية، أو الحصول على كتاب «المرشد في فن المناظرة» والمطالعة في هذا المجال، لتدريب أولادهم على أساليب تفكير جديدة تحررهم من الأساليب القديمة التي تدعو لتبني وجهات النظر دون نقاش، والانتصار للأفكار ظالمة أو مظلومة! إضاءة.. مركز مناظرات قطر تديره امرأة قطرية ناجحة استطاعت أن تقدم فكراً جديداً وتنجح في نشره. تحت شعار «نحن نقوم بإعداد قادة المستقبل» إنها الدكتورة حياة معرفية، ومن هنا أوجه لها تحية وتقدير.