على ضفاف بحرنا الجميل، وتحديداً في اللؤلؤة -إحدى مشروعات الجمال في هذا الوطن الواعد الذي يخطو خطوات عملاقة نحو القمة للتربع عليها مدى طويلاً- جمعتني دعوة عشاء مع سيدة قطرية فاضلة شدتني إلى حديثها بإحساس المواطنة العالي الذي تتمتع به.. فقدمت لي مواقف شتى تؤكد أن الخير في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى قيام الساعة. فمنى -وهذا هو اسمها- تحرص على توعية الأجانب المقيمين على هذه الأرض الطيّبة بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإيجابية وقوة تستمدها من سمات قطر. فحينما تكون منى في الحدائق والمرافق العامة وغيرها من أماكن تواجد الأجانب الذين يطيحون بقيم هذا البلد كلما اجتمع اثنان منهما لارتكاب فعل فاضح في الأماكن العامة يجدون منى وأمثالها من الغيورين على دينهم ووطنهم لتنبيههم لسوءة فعلهم، وتأمرهم بالتوقف عنه تماماً وإلا استخدمت حقها في الأبلاغ عنهم. وبالفعل تنجح منى في كف عدوان هؤلاء على حريتنا وحقنا في العيش في بلد اتخذ الأسلام ديناً. الأسلام الذي يحثنا على احترام الضيف وإكرام وفادته هو ذاته من يأمرنا بكف المنكر باللسان وباليد إذا لزم الأمر. وأقصد هنا الاستعانة بالأمن لردعهم.. أعتقد أن استشراء هذه الظواهر القبيحة يعود لتقاعس المسؤولين عن التعميم على كل مستوردي هذه الفئات من أجل العمل وغيره بضرورة توعيتهم بديننا وعاداتنا وتقاليدنا.. ومنح الأمن في كل المرافق العامة صفة الضبطيّة ليرتدع العابثون الذين اتخذوا حدائقنا أماكن لفجورهم حين أمنوا العقوبة فبالغوا في إساءة الأدب.. ولا ننسى الحادث المروري خلال الأسبوع الماضي الذي أودى بأرواح بريئة نتيجة طيش مقيم مخمور… وغيره كثير من حوادث السرقة والاغتصاب والقتل… فإلى متى السكوت والتهاون؟؟ من حقي كمواطنة أن يحترم المقيمون مشاعري باحترام حواسي وعدم خدشها بعوراتهم الأخلاقيّة والجسدية. إنني أعجب من منحهم الحرية الشخصية المطلقة في الوقت الذي تحارب بلدانهم حريتنا الشخصية كمسلمين، فتمنع الحجاب تارة وتمنع النقاب تارة أخرى، رغم علمهم بقوتنا كمصدر دخل محترم يصب في جيوبهم كل صيف من خلال السياحة!! أرى أننا بحاجة لصدور قانون خاص بالمقيمين يهدف لتحقيق إقامة صحية تحترم قوانين هذا الوطن وأعرافه. إضاءة: المعاملة بالمثل عدالة ورسالة واضحة للجميع بقوتنا ووجودنا في هذا العالم، فلا تتقاعسوا عن إيضاح هذا الوجود بممارسة الحق في كف أذى العابثين عنّا.