في ظل انتشار المراكز الصحيّة الخاصة، خاصة الآسيوية أصبح بإمكانك الدخول على اختصاصي ذي سيرة عطرة بـ150 ريالاً فقط في الوقت الذي أصبح فيه الدخول على طبيب مختص في مستشفى خاص بـ1000 ريال! العجيب أنك تخرج سعيداً بمعاينة محترفة وفحوصات شاملة وما زالت الأمور تحت السيطرة.. فيصدمك الصيدلي حينما تكتشف أن سعر الدواء 150 ريالاً!! وتنتبه على صوته الآسيوي وهو ينصحك بلغته العربية المكسرة قائلاً: الدواء في السعودية رخيص! عجباً: وهل يتوقع مني أن أهجر بلدي حتى أتلقى علاجاً رخيصاً؟! أم المتوقع من بلدي أن تراقب أسعار الدواء وتضع حداً لسماسرته؟! قد ينبري أحدكم ليخبرنا –بما نعرفه جميعاً- أن بلدنا توفر للمواطنين علاجاً مجانياً وصيدلياتها تقدم لهم الدواء مجانياً.. ولله الحمد والمنّة وجزى الله أميرنا كل خير.. إلا أن من يدير هذه النعمة في بلادنا نغص علينا بسوء إدارته! فبعض الأطباء مشكوك في مؤهلاتهم!! والمواعيد نحصل عليها بالواسطة!! والمعاينة تعيسة بعد الانتظار الطويل!! والهدر في الأدوية موجع!! وخطر الأخطاء الطبيّة وارد جداً!! ولن أعطي أمثلة على ذلك فكلنا «عيال قريّة» ويكفي في هذا المقام الشهادات الحيّة عبر أثير برنامج «وطني الحبيب صباح الخير»، والتي لا تجد صدى عند كبار المسؤولين في الصحة [كما يبدو!]، الدواء يا كبار المسؤولين بات مرضاً على مرض، ومشكلة تحتاج لتدخل سريع.. لذا أقترح عليكم اعتماد أي وصفة علاج يحتاجها المواطنون من صيدليات الحكومة المجانية بمجرد إبراز البطاقة الصحيّة بدلاً من ذهاب تلك الأدوية لغير محلها!! كما أقترح خفض الميزانية المرصودة على الدواء السحري [البنادول] وإعادة توزيعها على أدوية أفضل.. إضاءة.. من لم يراقب الله عزّ وجل في عمله ما همّه رقيب.