زوّجي فهذا حقك

Loading

في ظل تزايد إحصاءات طلاق متزايدة، خاصة طلاق ما قبل الدخول وحوادث سير مرتفعة تبدو المرأة ضحية لا حول لها ولا قوة.. وهذا أمر يخالف الفطرة والدين.. فالزواج مشروع مشترك، ومن الظلم أن يدفع أحد الشركاء نتيجة الفشل، بينما يكافأ الطرف الثاني في التو واللحظة. كما أن الموت قدر من الله أن نتقبله بصدر رحب وباستسلام تام لا نملك حياله أي شيء، لذا أرى أن بقاء الأرملة خاصة صغيرة السن بلا زواج عقاب لا تستحقه.. حتى وإن كان خيارها، فلا بد من تدخل الحكماء وإقناعها بأن إعمار الأرض سنة الله في أرضه.. ولا بد من الزواج مرة ثانية لاستئناف الحياة.. ففي مجتمع يموج بالفتن لا يأمن الأنسان على نفسه إلا وهو محصّن بحصن العفاف، وهي نعمة لا يدركها إلا من يعيشها مهما كانت الظروف.. فالزواج نظام حماية تتفاوت جودته بجودة مستخدميه، لكنه نظام كوني لا عيب فيه يؤمن للإنسان الاستقرار والراحة، ويعينه على الدنيا، ويساعده على تجويد دينه.. وكل منّا يدخل الزواج بنيته وعلى نياتنا يرزقنا الله.. فأحسنوا نواياكم… إن المطلقة أو الأرملة سهم ذهبي في بورصة الزواج -كما يصّر الرجال على تصوير الزواج- فقد منحتها الحياة تجربة تضمن لها نجاح زواجها القادم، فلا يعيبها الطلاق لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديث صحيح: «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك»، ولم يفاضل في ذلك بين البكر والثيب… بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم أسوتنا جميعاً قدم مثلاً رائعاً في الزواج من المطلقات والأرامل واحتوائهن ورفع معنوياتهن.. لا التقليل من شأنهن وتصويرهن كسقط المتاع.. وهو تصوير بغيض يسيء للمرأة وهي أم الرجل وأخته وبنته.. وما يصم به الجاهل النساء الشريفات من عيب ونقص سيلحق به، لأن الظلم دوائر تدور على الباغي.. أيها الرجال تحرروا من الأفكار البالية وأقبلوا على الزواج من المطلقات والأرامل فلهن حقوق عليكم لا تضيّعوها.. ولا شك أن لمثل هذه الخطوة المباركة آثار أكثر بركة على المجتمع. كونوا أعضاء فاعلين مؤثرين بالخير في محيطكم فلن تكونوا أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم.. الذي استوصاكم بالنساء خيراً حتى آخر نفس من أنفاسه الكريمة. ومن هذا المنطلق أقترح على -راف- أن يكون شعار مشروع إعفاف العام القادم التشجيع على الزواج من المطلقات والأرامل ودعم الراغبين في ذلك.. كما أوصي خطباءنا القطريين بالتشديد على هذا الأمر، وأن يكونوا أسوة حسنة لغيرهم من الرجال. إضاءة إن الأخلاص والتضحية مثل عليا جميلة، ولكن أن تحرمي نفسك حقها في الحياة فهذا تصرف لا يليق بمؤمنة تؤمن بالقضاء والقدر.