مديرة معتلّة نفسياً

Loading

  في معرض بحثي عما يضيف إلى علمي وخبراتي من ورش ودورات ومؤتمرات يستوقفني دائماً عنوان دورة تدريبيّة يطرحها مركز خاص بعنوان: المديرة المتميّزة.. رؤية نفسيّة.. وفي كل مرة يثير هذا العنوان في نفسي الشجون ذاتها، نظراً للأخبار الغريبة العجيبة التي تردنا عن بعض المديرات اللاتي أصبن بعلة نفسيّة بدت جليّة في تصرفاتهن، وصارت سمعة متداولة عنهن. ولنأخذ مثالاً على ذلك صاحبات الترخيص في بعض المدارس المستقلة –ولا نستثني أي قطاع آخر- ولكن قطاع التعليم يعيّن المديرات دون مراعاة لسنوات الخبرة وحقوق الدرجات وضرورة الترقيات المستحقة، مما أفرز حالات غريبة تستحق أن تكون موضع دراسة نفسيّة متعمّقة ومستفيضة! ولأنني على علاقة طيبة بزميلات وزملاء متميّزين في هذا القطاع، فإنني أشهد لهم بالخير والصلاح.. كما أشهد عن قرب مواقف غريبة عجيبة عجز عن حلها حتى وزير التعليم! وللأمانة هي حالات نشهدها بكثرة في مدارس البنات، ولا تكاد تذكر في مدارس البنين، ربما لأن بعضهن ناقصات عقل ودين، ومنها: 1 – ظن بعض مديرات المدارس أن ترخيص إدارة مدرسة مستقلة يضاهي رتبة وزير، فتجد أول مهامهن هي صرف ميزانية محترمة على المظاهر كالمكتب الفخم والاستقبال الفاخر، وربما يطال هذا التغيير صيغ المدرسة بالكامل لتتفق مع رؤيتها النفسيّة! والمؤسف أن بعض المديرات لا تتجاوز إنجازاتهن.. ذلك!! ولا أعلم لماذا يجاريهن في هذا الجنون القطاع المسؤول في المجلس فيتغاضى عن ميزانيات ضخمة تهدر على المظاهر؟! 2 – غيرة بعض المديرات من نائباتهن خاصة إذا تميزت الأخيرات تميزاً معلوماً ومشهوداً عليه عند القاصي والداني، حيث تتحوّل النائبة المتميّزة إلى عدو لدود عند مديرات لا يثقن بأنفسهن ولا بقدراتهن، فيبدأن بطرح عللهن النفسيّة على غريماتهن، ويعلنّ عليهن الحرب التي تنتهي –للأسف- بخسارة المدرسة لجهود النائبات المتميّزات، نتيجة لسكوت هيئة التعليم على تلك الممارسات التي ما كانت لتكون لولا تأليب تلك الهيئة التي تسحب ترخيص المديرة لتهبه إلى نائبتها فقط لأنها نائبة وتعرف المدرسة، مما أدى إلى وصول الحال لما هو عليه من حرب باردة كانت على شكل شكاوى وتقارير خفيّة، فأصبحت حرباً معلنة تطيح بكل الأخلاقيات! 3 – عنصرية بعض المديرات ومحاربة جنسية معينة! ربما يعود ذلك إلى تجربة شخصيّة أفرزت عقداً نفسية أدت إلى تصفية الموظفات اللاتي يحملن تلك الجنسية دون النظر لخبراتهن ومهاراتهن التي تحتاجها المدرسة! وجزء من تلك العنصريّة يؤدي إلى تعيين بعض المديرات لقريباتهن في كافة المناصب المفصليّة في المدرسة، وإن لم تستطع ذلك حين رقابة من منسقة اتصال “شاطرة” فإنها تغرق المدرسة بهن ليتحولن مع الوقت إلى عيون وجواسيس لها!! 4 – شللية بعض المديرات وتحلّق المنتفعات حولهن لتتحوّل مكاتب صاحبات الترخيص إلى مجالس حريم من الدرجة الأولى، تقوم على الغيبة والنميمة، وتحاك فيها المؤامرات وتضيع فيها الحقوق! حيث تلقي المديرة بمهامها على عاتق شلتها التي تتحول مع الوقت إلى بطانة سيئة، فينقطع التواصل بينها وبين الآخرين (أولياء الأمور، الموظفات). كيف لا وقد عينت عند بابها موظفة استقبال برتبة حارس يمنع موظفاتها من الدخول عليها إلا بموعد مسبق! تلك المهام المفوّضة بل قل المقوّضة تحول شخصاً ما إلى صاحبة ترخيص دون مسمى نتيجة للتفويض المحرّم أو سمه التقويض! بربكم.. أليست هذه الأمور تنم عن شخصيات غير متزنة أسندت إليها مهمة جسيمة هي تشكيل مستقبل البلاد؟! إن سحب التراخيص بعد فترات قصيرة من التعيين إقرار من المجلس الأعلى للتعليم بوجود خلل في شخصية المديرة، فهل أدى ذلك إلى إعداد معايير تطبّق على من يتم اختيارها مستقبلاً؟! لا أعتقد.. فحتى ساعة كتابة هذا المقال يحدث في مدارس البنات ما يؤكد أن بعض المديرات يحتجن إلى تقرير من الطب النفسي أكثر من توصية أحد ما لا يخاف الله. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهن به.. إضاءة… منع المدارس من الاستعانة بمراكز التدريب خطوة غير مدروسة، وتنم عن قصر نظر وعدم فهم واضح لضرورة تكامل مؤسسات المجتمع لخدمة قطر ومستقبلها.