«أرغو» كرامة مواطن

Loading

كما توقعت تماماً.. فاز فيلم «أرغو» الذي انتصر لكرامة المواطن على ملحمة لنكولن التي سردت حياة الرئيس الأميركي أبراهام لنكولن محرر العبيد، وعلى رائعة فيكتور هيغو «البؤساء» وغيرها من الروائع التي أنتجت لتتنافس على الجوائز، ولم تنتج لأن «الجمهور عايز كده». وقد تمّ إعلان الفوز بطريقة متميّزة جداً تؤكد على تقدير المواطن وإنجازاته، حيث قامت السيدة الأميركية الأولى ميشال أوباما بذلك، واصفة الفيلم بأنه من الأفلام التي ترفع الروح وتوسع أفق التفكير.. كما نشرت عبر حسابها على «تويتر» أن «إعلان الفائز بجائزة أفضل فيلم في حفل أوسكار 2013 من البيت الأبيض كان رائعاً. هنيئاً لأرغو!» وقد وقعت الرسالة بالحرفين الأولين من اسمها. وقد أعاد الرئيس الأميركي توجيه هذه التغريدة… يحكي فيلم «أرغو» قصة إنقاذ الأميركيين الستة الذين نجحوا في الفرار من السفارة الأميركية في إيران إبان اقتحامها، بسبب إيواء أميركا الشاه المخلوع بعد الثورة الأيرانيّة حينذاك، وهي أزمة معروفة للجميع. ما لم يكن معروفاً حينها كيف تمت عملية الأنقاذ التي حملت اسم «أرغو» لأنها بقيت طي السرية والكتمان حتى عهد كلينتون، الذي نشر تلك المعلومات في تكريم جميل لمن قام بها وعلى رأسهم خبير الأنقاذ الذي تحمّل مسؤولية العملية وحده بعدما ألغتها الحكومة الأميركية في آخر لحظة لتنفذ خياراً عسكرياً –كعادتها-. نشاهد في الفيلم كيف استنفرت الحكومة الأميركية كل مواردها لأنقاذ ستة مواطنين من الخطر، في الوقت الذي نشهد فيه طغيان حاكم عربي تفنن في تصعيد القتل والتدمير ضد شعبه ومواطنيه بكافة الوسائل المتاحة! بل وصار يبحث خيارات غير متاحة كالأسلحة المحرمة دولياً! أتساءل كيف يهنأ بالعيش وهو يحصد مئات القتلى والمشردين يومياً؟! كيف يأمن على أطفاله ألا يكونوا يوماً هدفاً للثأر؟! لكن كيف يسأل مجنون بالعظمة عن جرائم الغرور والتأليه؟!؟ أحبتي… ربما نختلف مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية في كثير من الأمور، ولكنني كإنسان أقدّر احترامها لكرامة مواطنيها وحقوقهم داخل أراضيها وخارجها.. كل الاحترام وهذا الموقف لم يكن وليد الساعة أو تحت تأثير الفيلم، وإنما هو موقف قديم قدم كل عملية تحركت فيها بارجة لتنقذ أميركياً تعرض لسوء في أي بقعة من بقاع الأرض.. بينما أستنكر بشدّة هدر الحكومات العربيّة كرامة مواطنيها وسرقة حقوقهم دون أن يرفّ لها جفن!! كرامة المواطن وحقوقه خط أحمر ليس في الولايات المتحدة فحسب بل تشاركها الكثير من الدول التي وضعت المواطن أساساً لخططها الاستراتيجيّة والتنموية، وفي مقدمتها قطر التي ما فتئ أميرها -حفظه الله- يعمل على ذلك ويؤكده في كل محفل وموقف.. وهذا برأيي سر تمكّن أي حكومة من قلوب مواطنيها ليشاركوها في إنشاء كيان ناجح والحفاظ على منجزاته.. إضاءة: كرامة المواطن وحقوقه خط أحمر يكافأ المسؤول الذي يحترمه، ويعاقب الذي يتجاوزه ليكون الوطن عزيزاً ذا كرامة.