My name is KHAN

Loading

في بحث صغير عن الأفلام العربيّة التي تناولت أحداث 11 سبتمبر كقضية جادة ومؤثرة في حياة العرب والمسلمين.. لم أجد ما يستحق التوقف عنده.. ولم أكن لأحتاج هذا البحث لو استوقفني فيلم عربي سينمائي طوال عشرة أعوام مضت حفلت بالأعمال الأجنبيّة العادلة والمجحفة.. رغم غنى الموضوع وأهميته كوسيلة لإرسال رسالة واضحة للغرب الذي اضطهدنا منذ تلك الحادثة فلم يسلم من هذه المشاعر العدائية إلا القليل الذي ارتقى بإنسانيته وفهمه فوق الألاعيب السياسيّة.. لنوضح للجميع بأننا مسلمون مسالمون ولسنا إرهابيين… وهذه هي الرسالة التي أرسلها -خان- في فيلم عالمي يحمل العنوان أعلاه قام ببطولته الممثل الهندي شاروخ خان الذي أبدع في تقديم الإسلام بصورة رائعة كشاب هندي ربته أم رائعة وغرست فيه جمال الإسلام كأسلوب حياة لا إرث ثقيل كما يعكسه البعض.. يحكي الفيلم بأسلوب الفلاش باك قصة شاب هندي متوحد يعيش في الولايات المتحدة إبان حكم بوش الثاني، في ظل تداعيات ذلك الحادث المشؤوم، ومن تلك التداعيات اغتيال طفله -سمير- في جريمة كراهيّة استهدفت المسلمين في أماكن كثيرة… ويخبرنا -خان- خلال أحداث الفيلم بعلمه أن حادثة سبتمبر ستؤثر على الجميع، لكنه لم يتصور أنها ستؤثر فيه هو شخصياً -ومن منّا لم تؤثر فيه تلك الحادثة التي ما زلنا ندفع ثمنها حتى الآن ولا نعلم إلى متى؟ يقدم الفيلم الممتع رحلة -خان- (بعد اغتيال ولده) عبر الولايات المتحدة ليقابل رئيسها فيوضح له أنه مسلم ولكنه ليس إرهابياً، فيلتقي الشعب الأميركي في أكثر من ولاية ويتحد معهم في أكثر من موقف إنساني تذوب فيه الفوارق، حتى ينجح أخيراً في مقابلة الرئيس الجديد آنذاك أوباما الذي كرّمه وحيّاه على مواقفه الرائعة ومثابرته في توصيل رسالته، وبذلك ينتهي الفيلم الذي لم يكن هندياً وإنما عالمياً.. في قصته وإنتاجه وإخراجه.. حتى وإن قام بالبطولة شاروخ خان وكاجول نجما السينما البوليوديّة.. فما أحوجنا لمثل هذه القصص السينمائية المباشرة الواضحة بعيداً عن الرمزيّة التي قد تفقد الفيلم ثلثي جمهوره إن لم يكن أكثر.. وما أحوجنا لمثل هذا المنتج الشجاع الذي قدّم فيلماً راقياً في فكره ومشاهده التي خلت من العنف والجنس فصار فيلماً عائلياً يستطيع مشاهدته الجميع ويتعلمون منه الكثير.. والأهداف الراقية تصنع ذلك.. لم أفقد الأمل في السينما العربيّة بعد.. وآمل أن تنجح في تقديم فيلم يليق بأمة الإسلام وتتسابق لعرضه في المهرجانات العالميّة بدلاً من أفلام العري والفجور التي يقدمونها في «كان» وغيره!! وحتى يأتي ذلك الحين أنصحكم بمشاهدة فيلم شاروخ خان (اسمي خان)، مع تمنياتي لكم بمشاهدة ممتعة. إضاءة: إن من واجبنا كمسلمين -خاصة العرب- أن ندافع عن ديننا بكل وسيلة، خاصة تلك الوسائل التي يتقنها الغربيّون، فلا نذلّ أنفسنا لهم، بل نتسلّح بأدواتهم، ونغزو فكرهم بديننا وقيمه السامية التي تصلح لكل مكان وزمان.