خواطر معتمرة

Loading

لعل أجمل ما يعيشه المسلم هو تجربة العمرة والحج التي تجمعه بإخوانه المسلمين من شتى أنحاء المعمورة ليشعر بعزة الإسلام وانتشاره.. فيزداد إيماناً بالله وعزة بدينه.. يهتمّ البعض حينما يرغب في الاعتمار بمواسم السعة، بينما أبحث عن المواسم التي تشهد ازدحاماً لأنها تجلب أهل البقاع الأسلامية البعيدة إلى مكة المكرمة حيث البيت العتيق، زاده الله تكريماً وتشريفاً.. وزاد قاصديه عزة ومهابة.. لأن في هذه المواسم تتجسد الفوارق بشدة، لنلحظ بأنفسنا أن ما يجمعنا هو الأسلام.. وكلما ازداد الإسلام في قلب أحدنا ازداد تقوى، فبدا كالشمس بين الكواكب. كيف لا وأكرمنا عند الله أتقانا؟! هي فوارق تكاد تنطق بالاختلاف في الأصل واللون والملابس بل حتى في طريقة أداء المناسك، إلا أن صوت ماهر المعيقلي الشجي يردنا إلى حقيقة مفادها: إنا خلقناكم من نفس واحدة، فسبحان الله ما أبدعه!! في هذه الأفواج دائماً أجد نفسي تتأمل الفوج الأيراني لأنه يلفت نظري ربما لصوته العالي خاصة في التكبير.. الأفواج الأيرانية تتميز بشيء مختلف عن الأفواج الآسيويّة الأخرى، التي تبدو كأنها حمائم وادعة تطير في أسراب لا تكاد تميّز قائدها من بينها.. بينما الفوج الأيراني مختلف تماماً فدائماً هو كبير ومنظم وكأنه كتيبة لها قائد يطوف بها يدعو الله فيردد الأفراد الدعاء بحذافيره!! ويكبّر بصوته المجلل ليرددوا صدى تكبيره في أرجاء المسجد الحرام، الأمر الذي تشرئب له الأعناق، ويثير في النفس تساؤلات وتأملات!! كما أحب تأمل حشمة النساء في الأفواج الآسيويّة، وأقارن بينهن وبين بعض نساء العرب -هداهن الله- واللاتي لا يتناسب مظهرهن مع قداسة المكان وما يتطلبه من تجرد من الزينة والمبالغة في التأنق!! هناك الكثير من الخواطر التي تنهمر عليّ حينما أجلس في صحن المسجد الحرام متأملة خلق الله.. لكني سأكتفي بما أوردته.. لإقامة الصلاة خلف إمام ندي الصوت وابل الخشوع.. إضاءة هل ندرك فعلاً أن أكرمنا عند الله أتقانا..أم هي حقيقة نتجاهلها نتيجة للعصر الذي نعيشه فنعلي المظاهر على حساب القيم.