ضلالة

Loading

بما يظن البعض أن نقطة أضيفت سهواً.. فصارت ضلالة والقصد «صلالة» ذات المناظر البهيجة التي تشرح الصدر وتسعد النفس، خاصة أننا مقدمون على إجازة منتصف العام.. وتأتي صلالة دائماً كخيار مهم لدى العائلات الخليجيّة.. إلا أنني قصدت العنوان تحديداً لأنني سأتحدث عن بدعة استشرت بين الفتيات، وكما نعلم أن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، نسأل الله العفو والعافية. صباح الأمس دعوت صديقة لي للذهاب معاً إلى «كتارا»، وهي بالمناسبة أجنبية تعيش في قطر منذ فترة قصيرة… اختارت الجلوس بمقهى «جباتي وكرك» لتبادل الحديث وتناول الباراتا الذي اصطلح أهل قطر على تسميته بالجباتي، فاسترعى انتباهها ثلة من الفتيات القطريات تبارين في موديلات العباءات التي يلبسنها حتى ضللن طريقهن إلى الحشمة والحياء!! وسألتني تحديداً عن -إحداهن وقد لبست عباءة مطوّقة بحزام يلف وسطها كراقصة، وقالت ماذا تريد هذه الفتاة أن تخبرنا بموديلها هذا؟ فأطرقت أفكر وكلي أسف لما وصلت إليه بعض القطريات من ضلال ينعكس على لباسهن الذي قد يجاري الموضة الممسوخة، لكنه حتماً سيجر غضب الله -عزّ وجل- عليهن، وقد خرجن من بيوتهن كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة… أخشى ألا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها. العباءة -كما نعلم- هي موروث شعبي صلته بالدين الإسلامي هي ستر وطرد أعين لا تغض ولا تستحي، إلا أن التغييرات التي طرأت عليها قطعت تلك الصلة بالدين، فتحولت العباءة من ساتر إلى فاضح (قوي العين) يصف ويشف ويشنق الحياء على مشانق الموضة بل قلة الأدب والميوعة.. فمنذ ابتلينا ببعض مصممات العباءات ونحن نشهد هجوماً منظماً على هذا الموروث الشعبي الذي لم تنبر أي جهة للدفاع عنه بوصفه تراثاً يجب أن يحترم كسائر المورثات التي تقام من أجلها المهرجانات!! هؤلاء المصممات ابتدعن لباساً لافتاً فاضحاً يئن تحت وطأة الإكسسوارات البراقة والألوان الصارخة، بل استبدلن قماش العباءة الأسود الشهير بالدانتيل والتول والشيفونات، فصرنا نشهد تحتها مصائب أخرى تحتاج إلى سرعة تدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الزي الوطني. المؤسف أنه قد ينظر إلى مقالي بأنه رجعي ويتنافى مع التطوّر الذي تشهده قطر.. كما تنظر هؤلاء الفتيات لزميلاتهن اللاتي آثرن الحياء على الموضة بأنهن متخلفات ولسن (واااو)، وهذه النظرة البليدة إن دلت على شيء فإنها تدل على نقص خطير في العقل والدين.. أعجب كيف يقبل رجل محترم على زوجته أو ابنته أو أخته أن تخرج إلى الشارع وقد كشفت أكثر مما سترت؟! رحم الله زماناً كنّا نتباكى فيه على عباءة الرأس، وكيف أنها نزلت إلى الكتف استجابة لمتطلبات العصر لنفجع هذه الأيام برؤية فتيات يحملن الجنسية القطرية ولكنهن لا يمثلنها، بل يسئن إليها إساءة بالغة، ولم يتحرك ذو نخوة وشهامة ليرد اعتبار زيّنا الوطني! أدعو هؤلاء الفتيات إلى نفض غبار الازدواجية والعودة إلى الاحتشام وستر أجسادهن، بعيداً عن أعين جشعة لا تبقي ولا تذر، أو خلع العباءة تماماً، استجابة للموضة والتطوّر المزعوم، إن كن يجرؤن على ذلك، أما الرقص على السلم فإنه يورث عواقب أليمة تدق عظام الرقبة… فليحذرن.. كما أذكّر أولياء أمورهن بمسؤوليتهم عما يحدث من تفسخ يضرّ بالمجتمع ويقدّم صورة مشوّهة عن القطريات المحتشمات، فكلكم راع وكل راع مسؤول. إضاءة: يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة.