فيم أفنيت عمرك؟

Loading

يفصلنا عن العام الجديد يوم واحد، فكل عام وأنتم إلى الله أقرب وأحب.. الأعوام صفحات أعمارنا نقلّبها لندون فيها أحزاننا وأفراحنا.. أحلامنا وخيباتنا، خططنا ومشروعاتنا.. قد لا نحبّرها لكن الكرام الكاتبين.. والملائكة الحافظين.. والشهود الناطقين.. يفعلون!! فماذا نحن فاعلون؟! لا شك أحبتي الكرام أنكم تعلمون جميعاً أن الله عزّ وجل سوف يسألنا عن أعمارنا وفيم قضيناها؟! فماذا فعلتم لتكون أعماركم حجة لكم لا عليكم؟ ديننا الحنيف هدانا السبيل وبيّن لنا طرق النجاة. فمن أرادها لا بد له من اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بسنته.. لتهذيب نفسه والارتقاء بعقله وتجويد حياته.. فالحمد لله على نعمة الأسلام. لا بد أن نتذكّر دائماً الهدف الحقيقي من وراء وجودنا على هذه الأرض، والعمل على تحقيقه بأكبر نسبة ممكنة لنستحق الجنّة في نهاية المطاف.. فخلاصة حياتنا أنه من عمل عملاً صالحاً أثقل موازينه فهو في عيشة راضية، ومن خفّت موازينه فأمه هاوية ومصيره نار حامية.. يمكنكم –أحبتي- اتخاذ هذه المعايير لمتابعة أدائكم في الحياة.. والحرص الشديد على إفناء سنوات العمر في عمل صالح ينفعكم والناس من حولكم.. لم يعد لدينا عذر في ظل تدفق المعلومات والمعارف التي يجب أن نتبناها بعد التيقن من مصادرها.. والعمل بما جاء به القرآن الكريم والسنة المطهّرة. فالحمد لله رب العالمين الذي هدانا النجدين.. إني أوصيكم ونفسي بالانتباه لمرور هذه الأعوام بجرد أعمالنا فيها، وطوبى لمن كانت أعماله الصالحة غالبة.. والجنّة لمن ثقلت موازينه.. والوصول إلى ذلك لن يتأتى إلا ببناء علاقة قوية مع خالقنا عزّ وجل.. فراجعوا هذه العلاقة، واعملوا على تقويتها وتنقيتها من إشراك المخلوقات فيها.. فالشرك -أياً كان نوعه وحجمه- يحبط الأعمال، وينبغي الحذر من ذلك حذراً شديداً.. جعلنا الله وإياكم من ورثة جنات النعيم، هذه هي دعوتي لكم في مستهل عام 2013… راجية أن يكون عاماً جديداً سعيداً بإذن الله.. شكر وتقدير إلى صحيفة الصدى الموريتانيّة التي أعادت نشر مقال الأسبوع الماضي (كمواطنة خليجية)، ووصفته بالسلاسة والعمق.. راجية لهم التقدم والنجاح.