مما لا شك فيه أن قطاع المتاحف في قطر شهد انتعاشاً حينما أُشهرت هيئة المتاحف والأثار، حيث رافقها إشهار أكثر من متحف في قطر كمتحف الفن الأسلامي، ومتحف الفنون، ومتحف السلاح، وأدخل متحف قطر الوطني الصيانة ليبعث من جديد متحفاً مميزاً يليق بقطر ماضيها وحاضرها ومستقبلها. من جانب آخر شهد العقد الأخير نقلة نوعية شاهقة في مشاركة المرأة المجتمعية، فقد كانت المرأة القطرية -وما زالت- محركاً أساسياً في الحراك الاجتماعي والثقافي والأدبي، مما استحقت معه رصداً وتدويناً لتلك النقلة والاحتفاظ بها للأجيال القادمة. من هنا أقترح على هيئة المتاحف والأثار إنشاء متحف للمرأة القطرية يسجل تاريخها منذ عهد المؤسس جاسم بن محمد رحمه الله، وصولاً إلى عهد المطوّر سمو الأمير حمد بن خليفة حفظه الله.. لا شك أن ماضي قطر وحاضرها مليء بالرموز التي تستحق الخلود في الذاكرة القطرية أبد الأبدين، لما قدمته من جهود وإبداعات كانت علامة فارقة على مرّ الزمان.. لذلك كانت فكرة المتحف فكرة موائمة لتخلّد هذه الرموز وتحفظ تلك المشاركة. ويمكن أن يحتوي هذا المتحف أقساماً تستعرض تطوّر الأسرة وعاداتها، وأقساماً أخرى للمجوهرات والملابس والمهن التي مارستها المرأة وتعرض لتطور مسكنها ومطبخها.. ووصفات الطعام الشعبي وغيرها. كما تخصص أقسام أخرى ترصد إنجازاتها في كل المجالات.. أعتقد أنه لو نفّذ هذا المتحف على مستوى عالٍ كسائر المتاحف في قطر سيكون مركزاً تعليمياً ومقصداً سياحياً لا ينفك عنه الزوار والسائحون.