كأنك يا بوزيد ما غزيت

Loading

لا فض فوك على مقال «خروج آمن»، وبالفعل مجال التعليم لن ينجح بأهواء وتقلبات ورغبات نسائية. وحان دور التغيير الجذري في كل شيء بدءاً من جنس الإدارة. ولكن أين البديل!؟ … هذه واحدة من الرسائل النصيّة التي وصلتني تترى من هيئة التعليم والمدارس المستقلة، بعد نشر مقال الأسبوع الماضي، واخترته دون غيره لعله يفسر للبعض الذين وجدوا في مطالبتنا بأن يتولى أمر التعليم رجال ذوو خبرات طويلة في الأدارة والتعليم وحاصلين على مؤهلات علميّة عليا انتقاصاً للمرأة القطرية.. ونحن إذ نؤكد على ضرورة دعم مبادرة التعليم بكفاءات رجاليّة أثبتت وجودها ونجاحها، بعدما فشلت النساء في ذلك فشلاً ذريعاً، أصداؤه ستبقى ردحاً طويلاً، وعلاجها سيحتاج زمناً أطول.. فإننا نطالب أيضاً ألا تجامل المرأة القطرية على حساب مصلحة الوطن.. ومستقبل الأمة.. فالمعيار هو الكفاءة وليس الجنس، هذا ما يجب أن نعليه ونرفع شأنه.. ولكننا فيما يبدو نؤذن في مالطا، حيث عينت المعفاة من منصبها مستشارة في التعليم، كسائر المستغنى عن خدماتهم! وخلفتها في إدارة الهيئة زميلة لها تحمل الفكر والتوجّه ذاته! بل وعينت امرأة أخرى كمساعدة لها.. عجباً.. أليس في ذلك انتقاص للرجال الأكفاء!!؟ ألا توجد كفاءة رجالية واحدة تعدل ميل هذا الميزان!؟ وحين أقول رجال فإنني أعني كفاءة إدارية متزنة بعيدة عن التقلبات المزاجيّة والقرارات العاطفية.. والأهواء.. ولا أقصد ذكوراً، كما وصفهم كاتب محلي، لم ير فيهم إلا الشوارب واللحى!! إن من تعامل مع الأدارة السابقة يعلم عم أتحدث بالضبط.. يعلم مدى المعاناة التي قاساها الموظفون وليس أدل على ما أقول إلا سيل الاستقالات المتدفق، والذي لن ينقطع.. ما دامت الهيئة ستدار بنفس الأسلوب والفكر.. فكأنك يا بو زيد.. ما غزيت نحن نتحدث عن تجارب ميدانية عشناها ولا نزال، لذلك حينما نطالب بأن توكل مهمة التعليم للرجال فهذا حقنا، بعدما قاسينا الأمرّين من قيادة النساء، وتاريخ التعليم في قطر الذي يشهد بتفوق الرجال يدعم ذلك.. إلا إن مطالبنا كأولياء أمور ذهبت أدراج الرياح كالعادة، مما يدحض شراكتنا في التعليم ليبقى الوضع نتاج إرادة عليا، وعلى المتضرر اللجوء للقضاء.. كما هو حاصل الأن فقاعات المحاكم والنيابة تئن من عجز هيئة التعليم عن إدارة التعليم كما ينبغي. يعزينا أن كل شيء مرصود، وأن الله -عزّ وجل- يمهل ولا يهمل. كونوا على الموعد.. أحبتي -قرّاء بالعربي الفصيح- أزفّ لكم خبراً سعيداً، فبدءاً من هذا الشهر سألتقيكم يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع. شاكرة لأدارة صحيفة «العرب» ثقتها بقلمي، والشكر موصول لكم أحبتي، لمتابعتكم الجادة وتواصلكم المثمر.