احتفلت قطر ليلة الجمعة بابنها خالد بوجسوم الذي سمي نجماً من نجوم العلوم، بعد حصوله على %30.9 من أصوات الجمهور والتحكيم عن ابتكاره «الطاهي» في الموسم الرابع لبرنامج «نجوم العلوم» الذي تقدّمه قطر ممثلة بمؤسسة قطر هدّية للشباب العربي.. فألف مبروك لخالد.. وألف شكر أيضاً لأنه أهدانا فرحة من نوع خاص وطعم مختلف.. وكذلك التهنئة موصولة لزميله جابر الحنزاب الذي حلّ رابعاً في نفس البرنامج.. فهما ولا شك ثمار يانعة وحصاد رائع لخطة الأنفاق على البحث العلمي التي تنتهجها قطر منذ سنوات قليلة، والحمد لله أنها قد بدأت تؤتي أكلها… وشهدنا بين ظهرانينا علماء قطريين ونطمح في المزيد.. نسأل الله -عزّ وجل- أن تصبح هذه الخطة المباركة سخاء رخاء لتنعم قطر بأبنائها العلماء، وتبني مستقبلاً متميزاً كما هو حاضرها وماضيها.. لا شك -أحبتي- أن الاحتفاء بمولد نجم علم وابتكار له فرح ذو طعم خاص يثير شؤوننا وشجوننا.. فمن الثمار اليانعة كخالد وجابر -وغيرهم كثير بإذن الله- ينتظر دوره في طابور العلماء ليبزغ نجماً في سماء العمل والعطاء، إلى الثمار الطازجة من أبناء قطر المتميزين الذين كانوا ضحايا التغيير في نظام التعليم، وحولوا إلى التقاعد وهم في قمة العطاء، أو ركنوا على رف الأمانة العامة لمجلس الوزراء في انتظار فرصة عمل لن تأتي في ظل تعنت المجلس الأعلى للتعليم، ورفض هيئاته تلك الكفاءات خوفاً وطمعاً!! إن عملية الهدم هذه ستؤثر ولا شك في الجهود المباركة التي تبذلها الدولة في هذا المجال الحيوي.. كما أنها ستؤثر في مستقبل العمل فيه حين يفرغ -عن قصد- من الكفاءات القادرة على العطاء والأبداع.. من حقنا كآباء أن ننتظر نجوماً من المدارس المستقلة، بل على كل مدرسة مستقلة أن تقدم نجماً/نجمة -على الأقل- في مجال العلوم والابتكار العلمي، نظراً للبرامج المفترض تطبيقها هناك والميزانيات التي تضخ في سبيل تحقيق ذلك.. فهل سيحدث ذلك قريباً؟! أشك، ليس تشاؤماً، وإنما قراءة للواقع الذي يقدم لنا صوراً مزعجة عن إدارة هذا النظام وعن الممارسات المزعجة في كثير من المدارس التي يشرف عليها. لهذا أرى أنه حان الوقت لتجديد الدماء في تلك الأدارة بتوزيع بعض الثمار الطازجة لنتذوق معاً طعم التميز في نظامنا التعليمي، بدلاً عن طعم المرارة الذي تتجرعه بيوت وأسر فشل النظام أن يقدم لها مدارس على مستوى الطموح، لأنه فشل في اختيار قيادة ناجحة لها بسبب معاييره التي تقوم على مبدأ سد الشاغر كيفما اتفق، وعمّق ذلك الفشل ضعف المتابعة والعجز عن إيجاد حلول تضمن حسن إدارة الأمور.. ما زلنا ننتظر ربيعاً تعليمياً يقتلع تلك النباتات الضارة وإعادة توزيع بعض الثمار الطازجة التي لن تزدهر في وجودها. ننتظر قراراً يعيد الأمور إلى نصابها في ميدان التعليم، حرصاً على مستقبل قطر، وكفانا ما ضاع خلال السنوات السابقة.