مواسم مثمرة

Loading

تمنياتي الصادقة للجميع بعيد سعيد يعقبه تفكر وتدبر في دروس الحج وموسمه المبارك، ومحاولة تمثّل ثرائه الروحاني في مجمل أيامنا.. وأبارك للحجيج حجهم وأتمنى لهم حجاً مبروراً يعقب ذنباً مغفوراً ليعودوا كما ولدتهم أمهاتهم.. أبرياء.. أنقياء. فولادة الروح من جديد فرصة ماسية -ولا شك- يمنحها الله -عزّ وجل- لمن حجّ بروحه قبل جسده فأتمّ حجته على أكمل وجه حافظاً جوارحه حامياً حدود الله ثم حدود البشر.. كما يحصل صائم يوم عرفة على فرصته هو أيضاً بغفران مزدوج لعام مضى وعام آت.. والعاقل من اقتنص هذه الفرص ليبدأ حياة جديدة مبرأة من كل عيب.. قدر الاستطاعة. أعلم أن ذلك ليس سهلاً وسط محيط المغريات الذي يلفّ الأنسان لفّاً.. ولكني أعلم أيضاً أن مجاهدة النفس ذروة الأيمان، وأن الأنسان في أصله لا يعرف المستحيل والدليل النقلات الحضارية المحيطة بنا والعالم المتغيّر لحظيّاً دون أدنى مبالغة، وهو أمر لم يكن ليحدث لو استسلم الأنسان للمصاعب والعراقيل.. فكن مع الله -عزّ وجل- يكن معك.. واصدق معه يصدقك ويحفظك من كل الأغراءات.. ويثبتك على الطاعات.. لأن أسوأ ما يتعرض إليه الحاج هو النكوص والعودة إلى حياة ما قبل الحج، وكأنه لم يخض غمار المشاعر ولم تتنزل عليه رحمات رب غافر!! فلنحرص – يومياً- على ارتقاء درجة جديدة في سلم الأيمان الذي يصل بنا إلى مستقر رحمة الله سبحانه وتعالى وينتهي بنا إلى ظل عرش الرحمن.. هناك حيث الراحة الحقيقية والخلود هناك حيث تتضاءل كل مغريات الدنيا فلا تكاد تبين.. هناك المصير الذي يستحق الزهد في الدنيا ومصاحبة الناس معروفاً والتفرغ لمرضاة خالقهم جل وعلا.. بدلاً عنهم أسأل الله أن يجمعنا والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات على سرر متقابلين ضاحكين مستبشرين… وحتى ذلك الحين اعملوا.. فسيرى الله أعمالكم ورسوله والمؤمنون.