من يعتقني لوجه الله

Loading

حدثني باكياً فاستعذت بالله من قهر الرجال.. وقال: عشت حياة أفخر بها ويفخر بها من حولي.. كنت وما زلت علماً في قومي، أنصر الحق وأساعد المظلوم وأسير في حاجة الناس حتى أتمها.. مرت بي النوازل والمصائب فوقفت في وجهها كالطود العظيم، فلم تنل مني بل زادتني إيماناً، وعمّقت فهمي للحياة وصروف الدهر.. عشت حراً مستقل الرأي لم أهزم لأنني اتخذت الحق طريقاً.. وتمسكت بالعروة الوثقى ما استطعت.. عشت حياة ذات جودة وذكر طيب عطر، فصرت لا أخشى الموت بل أسأل الله أن يكافئني على صبري بحسن الخاتمة.. احترمت هذا الرجل وأكبرته وقلت له: من كان مثلك لا يبكي بل يمشي في الأرض ملكاً.. فقال والنشيج يسابق كلماته: إنه الدَّيْن وحده من غلبني واستعبدني، فقلة الوعي والطموح المشروع قاداني إلى بنك ربوي، فوقعت في فخّه الذي أنازعه وينازعني الأن.. اشترى ديني الذي جمّعته معي سنوات العمر وبالفرق أقمت مشروعاً صغيراً وأسهماً في بورصة بلد خليجي كبير ظنّاً مني بالربح فأتخلص من الديون لأعود حراً من ربقته.. لكن الجهل لا يقود إلى السلامة أبداً، خسرت أسهمي خسارة شيّبت شعري، وذهب مشروعي أدراج الرياح، وأحمد الله أنه لم يأخذني معه! فأسجن أو تصلّب حياتي من خلاف. سلمت براتبي وحمدت الله عز وجل على السلامة.. قاطعته محوقلة: لكن أغلبنا مدينون!! فاستطرد: ليس الدين هو ما يبكيني وإنما بعد ذهاب السكرة جاءت الفكرة، فلاحظت ديني ثابتاً لا ينقص ريالاً واحداً رغم القسط الكبير الذي يستقطعه البنك.. فتمر السنوات وديني ثابت كحقيقة الموت لا يتغيّر.. راجعت البنك في ذلك فأخبروني بأنهم يسددون بتلك الأقساط فائدة الدين! رغم أن الموظف لم يبين لي ذلك حينما استقبلني مهللاً مرحباً مفخماً! إذن هو الربا الذي محق بركة طموحي وخلفني عبداً للبنك.. انتفضت لنفسي ورحت أبحث عن حل فلن أمضي بقية حياة أسير الربا والدين.. خاطبت من خاطبت وتواصلت مع كل الجهات لا أبحث عمن يسدد ديني فأنا أتحمل مسؤولية قراراتي وأفعالي، وإنما أبحث عمن يعتق رقبتي من ربقة الربا فيشتري ديني وينقلني إلى بنك إسلامي يربأ بنفسه عن أكل لحوم عملائه أمواتاً! حلمي أن أرى ديني يتضاءل ما دمت ملتزماً بالسداد، وأعتبر عميلاً نموذجياً، فهل أجد من يعتقني لوجه الله؟ ويحلّ عن رقبتي ربقة الربا الملعون الذي سرق أحلامي وما زال يسرق سنوات عمري؟! ومنه إليكم قرّاء «بالعربي الفصيح»، وبينكم عليّة القوم وسعاة الخير وأهل المروءة والأحسان.. هل من كريم ينقذ هذا الكريم ويعتقه لوجه الله فيحوز جائزة ربانية في هذا الموسم الرمضاني العظيم؟! إنني أفتح أمامكم باب خير واسعاً وأضع تحدياً لا يناجزه إلا أصيل.. شهم نبيل، فهل من منقذ؟! أنا على ثقة بأن الخير في أمة محمد حتى قيام الساعة.