استهداف

Loading

ملحق بنات.. حكايات بنات.. بنات الجامعة.. بنات العيلة.. جلسة حريم وتتوالى العناوين المشابهة لمسلسلات رمضان، والتي يبدو أنها تستهدف النساء بشكل خاص في محاولة من كتّابها ومخرجيها للإيحاء بأنها ستتناول قضايا المرأة المهمة، وستطرح حلولاً تأخذ بيدها إلى مراحل متقدمة في معركة إثبات الذات في مجتمع ذكوري ما زال ينظر إليها نظرة جاهلية… ونحن كمهتمين بهذا الشأن نتمنى أن يرتقي الطرح في هذه المسلسلات إلى هذا المستوى الراقي قصة وحواراً وأداء وإخراجاً.. إلا أن تاريخ الدراما الرمضانية في هذا المجال لا يبشر بالخير، لأنه يعتمد الأثارة وتجاوز الخطوط الحمراء.. ولا يوجد خط أحمر أخطر من النساء، فعالم المرأة المليء بالتحديات مادة غنية لكتّاب المسلسلات الذين نطمح أن يقدموا ما يخاطب الفكر ويدفع بالحجة ويطرح مواقف واضحة وحلولاً مثمرة بعيداً عن مغازلة الغرائز واللعب على أوتار العلاقة بين الرجل والمرأة واقتصار كل هموم المرأة ومشاكلها في تلك العلاقة مشروعة أم غير مشروعة!.. لأنني وقياساً مع ما سبق طرحه في الأعوام السابقة أتحدى أن يقدم أي من المسلسلات التي اتخذت المرأة محوراً لها نموذجاً طيباً للنساء أو نصرة حقوقهن أو حلولاً إيجابية لمشاكلهن.. بعيداً عن جعجعة تقول: إن الفن يطرح المشكلة ولا يقدم حلولاً. فمن المثير للجدل كل عام أن كتاب الدراما والمنتجين يصرون على طرح مسلسلات مفخخة بالمحرمات في رمضان شهر المسلمين المقدس في كل زمان ومكان! فتجدها زاخرة بالعلاقات المحرّمة وبنات الهوى والراقصات والخمر والقمار والمخدرات والخيانة وغيرها، مما يشوب النفس الأنسانية ويدنس نقاءها دون أن يرف لهم جفن!! وحينما تُنتقد أعمالهم لعدم مناسبتها للعرض في البيوت العربية بشكل عام وفي رمضان بشكل خاص ينبرون بكل صفاقة للدفاع عنها، بزعم الأصلاح بينما هم مخربون.. والتأكيد على أن هذه الأمور تحدث في المجتمع ولم يجترحها خيالهم! وقد يفاجأ القراء من استباقي عرض المسلسلات بانتقادها وهي لم تعرض بعد.. فأقول ما قاله المثل الخليجي.. هذا سيفوه.. وهذي خلاجينه (ثيابه)!! فالكتّاب والمخرجون والممثلون هم أنفسهم يتكررون كل عام، وما زاد هذا العام أن الممثل الواحد اجتهد في تقديم أكثر من عمل مما يزيد الطين بلة!! ففيم التسابق والتنافس!؟! وما الجديد وقد اعتدنا منهم كل رمضان الوطء على مشكلات مجتمعاتنا ونشر غسيلها القذر، ونكء جراحها.. في مفهوم غريب للتطّهر على حساب الأسرة العربية التي تجد في رمضان فرصة للقاء حول موائد رمضان الكريمة والتحلق حول التلفاز!! إن للمال صوتاً أعلى من القيم نسمعه في كل موسم كريم.. نسمعه عالياً يطيح بأصوات المحتجين المطالبين باحترام شهر رمضان المعظم.. إلا أن للحق والقيم صوتاً مدوياً، فمع اقتراب شهر رمضان الكريم وانطلاق حملات المسلسلات الدعائية بدأت حملات مضادة ودعوات جادة بمقاطعة تلك الأعمال واستثمار الشهر الكريم في الاستزادة من الأعمال الصالحة، وبالتأكيد مشاهدة تلك المسلسلات ليست منها… إن شهر رمضان الكريم أنقى وأطهر من أن يلوث بما تتقيؤه النفوس المريضة، ويقدم للمسلمين على شكل أعمال درامية خبيثة تحارب الفطر السليمة.