من السهل على أي مسؤول التصريح بعبارات رنانة كلما علت مرتبته وكبر منصبه… فالوزراء مثلاً يستكتبون آخرين لا يتلمسون الواقع، وإنما يكتبون ما يستحسنه الوزير لا ما هو واقع… ومن التصريحات التي توقفت أمامها مؤخراً تصريح لسعادة وزير الثقافة حول دعم وزارته للمبدعين القطريين!! وهو واجبه كمسؤول أول عن القطاع الثقافي في قطر، لكن الواقع يشكو العكس.. فوسائل الإعلام تطالعنا بين الحين والآخر بتقارير حول القطاعات التي تعمل تحت مظلة وزارته، نجد روادها يشكون مرّ الشكوى من غياب الدعم الحكومي! لهذا يحق لنا أن نتساءل عن أي مبدعين يتحدث سعادة الوزير؟ فالمسرحيون يشكون نقص الخشبات المسرحية وأمور الفرق المسرحية ليست بأفضل حال!! والممثلون يشكون قلة الفرص وندرة الإنتاج حتى هاجروا إلى الدول المجاورة!! والكتاب ليسوا بأفضل حالاً.. والصحافة تشكو ضعف القدرة على اجتذاب العناصر المحلية، فما زالت الأقلام العربية -لها كل تقديرنا- تكتب همومنا وطموحاتنا ومشاكلنا رغم أفواج الخريجين من قسم الإعلام بجامعة قطر!! وحين نأتي للفضائية القطرية نجد أن تفاصيل ثقافتنا غائبة، فهي لا تمثلنا ولا تتحدث بلغتنا ونجومها من خارج حدودنا.. ومع احترامنا لتلك النجوم إلا أننا ننتظر القطريين والقطريات ليمثلونا في تلفزيوننا الوطني.. ففي مقارنة سريعة مع أي تلفزيون عربي نجد أننا بالغنا في الاعتماد على الوجوه العربية، وتأخرنا في إبراز المواهب القطرية الإعلامية.. التي تعزل بدلاً من أن تدعم! لهذا أجد أنه لا بد من تدخل وزارة الثقافة لإنقاذ هويتنا وتراثنا بعدما طال أمد الوعود بالتغيير في الفضائية! إن سعادة الوزير سمي وزيراً لرعاية الثقافة في قطر مرتين، وذلك في 92-97م، ثم 2008 وحتى الآن، إلا أننا نرى ازدهاراً للعروض الأجنبية والفنون الغربية على حساب العروض القطرية التي تشكو قلة الدعم… وإن كانت بعض إدارات الوزارة قد ولدت عملاقة ونشطة كإدارة الحي الثقافي بمبادراتها التي تدعم التراث والهوية القطرية لتقدم توازناً محموداً بين الغرب والشرق! إلا أننا نريد حراكاً على كافة المستويات والإدارات، ودعماً حقيقياً يحفظ ماء وجه المبدعين.. فهل نرى ذلك على أرض الواقع يا سعادة الوزير.