وطني الحبيب: صباح السلبية

Loading

لا بد وأن أغلبيتكم قد انزعجت من العنوان، لأن الوطن يستحق منّا كل ما هو جميل قولاً وفعلاً.. ولكن انزعاجكم لن يكون أكثر من انزعاجي من برنامج وطني الحبيب صباح الخير، الذي ما زال يراوح مكانه منذ 20 عاماً وأكثر.. فمتى يتوقف هذا البرنامج؟ أو على الأقل تجري عليه التعديلات التي تتناسب مع ما وصلت إليه قطر من جمال ورقي؟ منذ 20 عاماً ويزيد أطلّ علينا البرنامج ليكون صوت المواطن ليستطيع التعبير عن كافة أحواله، خاصة من تعرض لمظلمة أو سلبت حقوقه، فكانت خطوة رائدة وجريئة حينها وما زالت، إلا أن ما بتنا نسمعه من بكائيات وتطاول وشتم يجعلني أفكر وأتساءل ونحن في عصر الفضاء المفتوح: هل هذا هو الوجه الذي نريده لقطر؟؟ خاصة أننا بعد عشرين سنة ما زلنا نسمع الشكاوى ذاتها على نفس الجهات والمؤسسات والوزارات.. رغم تغيّر إداراتها ووزرائها ومسؤوليها، بل هيكلتها ومسمياتها – فأين الخطأ؟ هل هو أسلوب الشكوى الذي ينم أحياناً كثيرة عن جهل وقلة وعي، وأحياناً… تجنٍ؟؟ أم هو عدم تقدير المسؤولين لدور الإعلام كسلطة رابعة لها تأثيرها وقدرتها في إحداث التغيير؟؟ أم هو عجز القائمين على البرنامج في إبقائه في إطار الوسيط النزيه، فلا تصدر عنهم تعليقات أو إشارات تنم عن عدم الحيادية والتبني الدائم للشاكي ظالماً أم مظلوماً في غياب المشكو عليه؟!! أم تراه غياب سياسة واضحة لاستقبال تلك الشكاوى والتأكد من حقيقتها، فلا تكون مبنية على مواقف شخصية، أو الشاكي هو المتسبب الأول في حدوثها؟ فيصدق عليه المثل القائل ضربني وبكى – سبقني واشتكى! أم تراه خروج بعض المذيعين عن جادة الحق، وتحويل ساعات البث لمصلحتهم الشخصية بتبني موقف أحد الطرفين، كما حدث معي شخصياً منذ سنوات، حينما فتحت مذيعة ما المجال لمهاجمتي دون وجه حق! وحيث إنني ما زلت أحتفظ بأشرطة تلك الحلقات فإني أفكر في دفعها لقسم الإعلام بجامعة قطر ليتعلم الطلاب أهمية الحيادية، واحترام وسائل الإعلام، وعدم تجيرها لتصفية الحسابات الشخصية، وضرورة تغليب المصلحة العامة دائماً وأبداً. كثيرة هي الملاحظات والأسئلة التي تدور حول برنامج وطني الحبيب صباح الخير، وعن مدى صلاحية استمراره على هذا النحو. ولا أدري إذا كان القائمون عليه قد استعانوا بمن يدرس آراء الناس حوله للاستفادة من ذلك في تطوير البرنامج ودعم استمراريته.. فإذا كان البرنامج يكتسب شرعيته من التصاقه بهموم الناس، إلا أن ذلك لا يعني استمراره بكل هذه السلبية التي تكدّر صباحات الدوحة المشرقة، والتي تحفل بكل ما هو إيجابي وجميل. فأوصي القائمين عليه بوضع سياسة واضحة لاستقبال الشكاوى وأسلوب عرضها، فلا يسمح بالشتم والتطاول على الناس بأسمائهم، لأن ذلك سيضع -راديو قطر- في مأزق قانوني واضح. كما أتمنى عليهم اعتماد آلية التحقق من الشكاوى قبل بثها، حتى لا يتحول البرنامج من منبر للحق إلى بوق للباطل.. فليس كل شكّاء على حق.. فإذا جاءك الأعور يشكو فقد إحدى عينيه فانتظر الآخر لربما فقد العينين وصار أعمى بسبب الشاكي!! وختاماً: تحيتي وتقديري لكل من يقوم بدوره المخلص في خدمة الوطن والمواطن.