تعقيب

Loading

في البدء لا بد من توجيه الشكر الجزيل للإخوة في صندوق الزكاة، وفي مقدمتهم السيد محمد جديع رئيس قسم خدمات الزكاة الذي بادر بالتواصل معي لمتابعة الحالة التي ذكرتها في مقال الأسبوع الماضي، وألح في الطلب، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا تفرقة بين الحالات التي تلجأ إليهم بحثاً عن مرفأ نجاة.. حيث تخضع للدراسة على يد لجنة تقرر نوع وحجم المساعدة المطلوبة. وهذه سياسة واضحة تحفظ لأصحاب الزكوات أموالهم، وتحرص على وصولها لمستحقيها دون منّ ولا أذى. وأنا إذ أشكر هذه المبادرة التي تدل على ثقة الإدارة بنفسها ووضوح إجراءاتها وإيمانها بدور الإعلام في التنوير والتوجيه.. فإنني أشير إلى أن الحالة التي طرحتها تكفل بها محسن يفضل إخفاء اسمه، إلا أن عائلة الطفل لم تمانع، وطلبت أن أنشر شكراً كبيراً لقطر وأهل قطر الذين لم يخذلوا الطفل أحمد عبدالهادي، فهو الآن يرقد بسلام في أحد المستشفيات الأوروبية ممتناً لله ثم لقطر وأهلها. ومن هنا فإنني أوجه دعوة للمؤسسات التي تعمل في المجال الخيري لاستثمار الإعلام في نشر الإجراءات المتبعة وشروط الاستحقاق التي تقدم حالة وتؤخر أخرى.. فمن الصعب أن يفهم المجتمع تفاوت المساعدات إلى درجة تثير التساؤل حول المعايير المتبعة في ذلك، خاصة أن بعض الحالات تصل إلى درجة المأساة الإنسانية بكل المقاييس، الأمر الذي لا يغفر لجمعية خيرية ضخمة -مثلاً- رصد ألف ريال لها، حتى وإن عرضت الحالة على ألف لجنة! إن قطر مجبولة على العطاء وتغدق خير ربها على الناس من مشارق الأرض إلى مغاربها، في إطار التحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى الذي أنعم علينا بخير وفير لا يسمح بوجود فقير أو مسكين أو مريض بين ظهرانينا.. لذلك أدعو المؤسسات الخيرية إلى شدّ العزم، وتبني خطة تدعم خطط الحكومة للقضاء على الفقر وإزالة آثاره القبيحة عن وجه قطر المتألق عزة وفخاراً. فقطر أولى بجلاء هموم ساكنيها، ومن ثم من يسكن خارجها.. ولا أرى في ذلك أي تعارض، بالعكس تماماً يمكن العمل على القضيتين في آن واحد. ولا يفوتني أن أشيد هنا بدور جمعية قطر الخيرية التي وضعت برنامجاً خيّراً يهدف إلى مساعدة القطريين ودعم المحتاجين منهم، في استجابة لواقع الحال الذي نتج عن تضرر البعض من المرحلة الاقتصادية الانتقالية التي تعيشها الدولة كمصيدة البنوك التي اصطلحنا على تسميتها الديون الشخصية، أو تحويل البعض إلى التقاعد، أو الاستغناء عن خدماته! كما أبارك الوليدة الجديدة في المجال الخيري، وهي مؤسسة الفيصل بلا حدود للأعمال الخيرية، التي تتبنى سياسة التمكين فتدعم وتدرّب وتمكّن المحتاجين ليديروا حياتهم، ومن ثم يساعدون غيرهم في سلسلة مباركة متصلة الحلقات، تؤكد أن الخير باق في قطر وأهلها إلى يوم الدين.