عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإذا تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً» رواه البخاري ومن هنا يأتي دور الكاتب الحقيقي الذي يؤمن أن عليه التزاماً أخلاقياً اتجاه وطنه ومجتمعه، فيطرح همومه على المسؤولين ليساعدهم في سبر الواقع ومعالجة مشكلاته.. فتنجو السفينة ومن عليها. نحن جميعاً نعلم أنه حينما تهب رياح التغيير على مجتمع ما فإنها ليست في مجملها ريح خير، بل إنها قد تحمل في طياتها ميكروبات اجتماعية تنخر نسيج المجتمع، وتصيبه في مقتل! فمنذ فترة ليست بقصيرة لفتت نظري ظاهرة منتشرة في كل التجمعات البشرية سواء في الأسواق أو المنتزهات أو الحدائق.. وهي تأبط الرجال أذرع النساء والمشي معهن بهذه الطريقة!! وهي طريقة محمودة بين الزوجين تنشر صورة للوئام الأسري والاستقرار العاطفي، ولكن الذي لفت نظري هو تأبط رجال العرب لنساء آسيويات. كنت أظن أنهن زوجاتهم فسكتّ احتراماً لخيارهم رغم أن العرب لم يعدموا فتيات جميلات وأصيلات، ولكنه شأن خاص لا دخل لي به، ولكن انتشار هذه الظاهرة على نطاق واسع وما صاحبه من خلاعة السلوك والملابس أمر لا يسكت عنه. والأسوأ أنني صرت أرى الآسيويات متأبطات أذرع شبابنا المواطنين في سن المراهقة وهذا ما دفعني للكتابة عنهن. فالآسيويات اللاتي جاءت بهن عجلة التطوير بسرعتها واتساع نطاقها جعلتهن متوفرات في كل مكان ولأي كان. والخلفيات الدينية والثقافية التي جئن منها تسمح بالممنوع عندنا. فتأتي الآسيوية هرباً من الفقر لتصطاد صديقاً أو عريساً!! ولم لا يكون قطرياً فتكون الفريسة أثمن وعوائدها أثرى. والأفظع من ذلك أن في القاع رجالاً من نفس الجنسية الآسيوية جاؤوا بسلوكيات وأخلاقيات ساقطة ساعدتهم ظروف التغيير التي يتعرض لها مجتمعنا الصغير على نشرها، فصرنا نرى من شبابنا من يعاني انحرافاً مشابها يستدعي تدخلاً سريعاً للعلاج وإلا انتشر كالوباء. إن الأمر تجاوز تأبط الآسيويات بالأيدي إلى اتخاذهن خليلات يدفع لهن مقابل خدماتهن. وتسعيرتهن المتدنية شجعت الكثيرين من المراهقين على هذا الفعل المشين. كما شجعت المنحرفين لمصاحبة المتشبهين بالنساء منهم، وذاك فعل أشد وأنكى. فليحذر أولئك من تجاوز حدود الله.. الذي توعدهم بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، والموت بمرض الإيدز ليس موتاً سهلاً، ونار جهنم ليست مصيراً يستهان به. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}. والله إني لا أعجب من الأسر كيف تركت فلذات أكبادها -أولادهم- لمثل هؤلاء الأنجاس يعبثون بهم ويخلّفونهم صرعى انحرافاتهم.. مفلسين مدينين نتيجة الإنفاق الأعمى على الخليلات والأخلاء!! ولكن فيما يبدو أن هذا ما يحدث حينما تختصر مؤسسة عظيمة كمؤسسة الزواج في وظيفة بيولوجية يتنصل بعدها الزوجان من أعظم وأقدس مهمة، ألا وهي مهمة التربية وغرس المثل والقيم في نفوس أطفالهم. إن مستقبل الوطن بأيديكم فاتقوا الله فيه وفي أنفسكم لأنكم سوف تحاسبون على إهمالكم تلك المهمة السامية. التي وإن أغفلها البعض فإني أبارك وأشد على أيدي من يكافحون في هذا الزمن الصعب لتربية أولادهم تربية حسنة، مدركين المعنى الحقيقي للوالدية الراشدة التي ستجني براً في الدنيا وجنة الآخرة بإذنه تعالى. ولكن جهودهم الفردية لا تكفي لحماية المجتمع من الغزاة الجدد، لذلك أوصي بوضع استراتيجية وطنية لوقاية مجتمعنا وحمايته من مخاطر التغيير وآثاره السلبية التي تحرمنا من الاستمتاع بإيجابياته، يضعها خبراء في الدين والتربية والتعليم والإعلام والأمن. لأن عجبي الأكبر من حماة الوطن يتفاقم، فكيف لم ينتبهوا لمثل هؤلاء المنحرفين فيخصصوا فرقاً تجتث العفن من جذوره، وتلزم الكفلاء بمراقبة مكفوليهم وعدم السماح لهم بالتجاوزات الأخلاقية والسلوكية؟! فبناء اقتصاد الوطن لا ينبغي له أن يأتي على حساب تهتك نسيجه الاجتماعي والأخلاقي. نريد أن نسلم على نفوسنا وعلى أولادنا ونرتقي بمجتمعنا، ليدرك أولئك النفعيون أننا حصن متين لا يسهل اختراقه.