عتبي عليك يا المها

Loading

لا شك أن كل قطري يفخر بأن خطوطه الوطنية تحتل المراكز الأولى في كل محافل السفر والضيافة الجوية. ولكن في النفس ما فيها على الخطوط الجوية القطرية التي تنتهج أسلوبا غريبا في التعامل مع القطريين وهم أولى بالرعاية والحشيمة. ففي كل مرة يسافر المرء على هذه الخطوط يعود بكومة ملاحظات وسؤال حجمه كبير جدا مفاده أين هي خدمة الخمس نجوم؟ فالخطوط الآسيوية -عفوا القطرية- تضج بالموظفين الآسيويين من جميع الجنسيات وفي جميع الوظائف من العليا إلى الدنيا. فإذا صادفت مشكلة تعيّن عليك إتقان الإنجليزية أو الفلبينية أو الهندية لتحل مشكلتك فتطير عنك الطائرة وأنت تحاول فك شفرات تلك اللغات. هذا بخلاف السلوك غير المحمود الذي يتسم به بعض الآسيويين من تكبر وعنجهية ما كانت لتظهر لو وجدت بينها مسؤولا قطريا يضع حدا لمثل هذه السلوكيات. لهذا أجد من حقي كمواطنة أن أوجه سؤالا مباشرا للحكومة القطرية عن خطط التقطير في الناقل الوطني، كم نسبته؟ وأين وصلت تلك الخطط -إذا كانت موجودة أصلا- التي تنتهجها شركة وطنية جاوزت العشر سنوات وما زال الآسيويون يحتلون الأغلبية الغالبة من وظائفها؟ إن الخطوط القطرية تواجه انتقادا إعلاميا في قطر ما بين مقالات ورسوم كاريكاتيرية ويحدث ذلك بشكل دائم ومتواصل إلا أنك لا تجد صدى عند مسؤوليها وهذا ليس من شيم المؤسسات الناجحة، لأن النجاح مقرون برضا العميل، ولا نجاح يدوم فلو دامت لغيرك ما وصلت إليك. إن التعنت في إغلاق بوابة المغادرة وإقلاع الطائرة عن الركاب الذين يكابدون الأمرّين جراء أسعار التذاكر يحدث على أرض قطر بينما في أوروبا مثلا لا تجرؤ القطرية على الإقلاع قبل صعود جميع الركاب وإن تخلف راكب أو اثنان وليست جماعات كما حدث الأسبوع الماضي! فكم أحزنني وقوف القطريين وبأيديهم بطاقات صعود الطائرة وطاقم القطرية يمنعهم من الصعود بزعم إقلاع الطائرة وأن النظام يغلق قبل الإقلاع بساعة. وإذا كان هذا القانون ملزما فلم لا يجري على ركاب الدرجة الأولى مثلا؟! فالإنسان مجموعة من الظروف لا بد من تقديرها إلا أن الحل عند الموظف المشرف على الصالة -وهو من جنسية عربية- الذي لام المسافرين لأنهم يعلمون أنه الخميس والخميس دائما زحمة! ولا أدري ما علاقة الخميس بموعد مجدول ولا بد للناقلة من احترامه! كان الحل هو توجيههم إلى حجز تذاكر للرحلة التي تليها! المشكلة أن موظفة كونتر (الآسيوية) تقول: لا يوجد رحلة!! وموظف مكتب القطرية (الآسيوي) يقول: لا توجد مقاعد!! حتى نطق القطريون بالكلمة السحرية: اسم الموظف العربي الذي يشرف على الصالة!! فأصبح هناك رحلة وهناك مقاعد كافية والطائرة تستوعب الجميع! وبعدما دفع الركاب الفرق في سعر التذاكر قال لهم الموظف الآسيوي بالحرف الواحد: اذهبوا إلى الموظف العربي ليساعدكم على الصعود إلى الطائرة! عجبا!! أليست التذاكر المحجوزة كافية لمساعدتهم على الصعود إلى الطائرة أم إن (في السالفة ما فيها)؟! ترى هل يتلاعب موظفو القطرية بمقاعد الطائرة سواء تلك التي أقلعت أم الأخرى التي ستقلع لذات الوجهة؟!! من أين لنا أن نعرف إذا كانت القطرية سادرة في غيّها ولا تلقي بالا لملاحظات المسافرين التي تتصاعد مع كل رحلة. وليس أدل على تجاهلها لتلك الملاحظات إلا إصرارها على تداول المحرمات على متنها رغم تنافيها مع ديننا وقيمنا وعاداتنا. وتصاعد اعتراضاتنا واحتجاجاتنا على ذلك! وعلى ذكر المحرمات حكت لي معتمرة في رحلة العاشرة مساء الخميس الأسبق أنهم أجبروا على مشاهدة برنامج تلفزيوني بلا أي هدف أو مضمون يتناول تجربة هيفاء وهبي للألعاب الخطرة في إحدى الملاهي ولكم أن تتخيلوا شعور المعتمرين المحرمين!! نحن لا نطالب الخطوط القطرية ببث برامج دينية ولكننا نشدد على احترامنا كقطريين مسلمين أجبرنا الاحتكار على استخدامها كوسيلة سفر. كما يخبرني مسافر آخر عائد على متنها في اليوم الوطني من دولة خليجية يقول: لم أشعر أبداً أنني أسافر على الناقل الوطني!! فلم تكن هناك أية مظاهر احتفالية أو برامج خاصة تفرض فرضا على المسافرين. والأدهى والأمر الخدمة ذات النجوم الخمس التي أصابها الوهن فالمضيفات يتأففن ويتأخرن عن تلبية طلباتنا ولو كانت مجرد كأس ماء!! بل ويجبرننا على تناول وجبة محددة بحجة نفاد الخيار الثاني! وتجاهل طلباتنا من السوق الحرة وعدم الاعتذار عن كل ذلك!! القطرية ملزمة بتقديم أفضل خدمة لنا ليس لأنها حاصلة على جائزة خمس نجوم بل لأننا دفعنا مبلغا محترما مقابل تلك الخدمة. فنحن لا نختار السفر على متنها وإنما نضطر إلى ذلك اضطرارا. وعلى مسؤوليها أن يعوا ذلك جيدا، فالمقاطعة خيار وارد.