في البدء.. يسرني أن أتوجه بالتهنئة في عيد ا?ضحى المبارك لجميع العيون التي تتابع سطوري.. فكل عام والامة الاسلامية إلى الله أقرب، أما بعد… فقد اعتاد البعض على تصدير أضحيته إلى خارج البلاد نظرا لشدة احتياج الخارج مقارنة بالداخل.. وكنت قد صادفت أثناء بحثي في هذا الموضوع فتوى للشيخ بن عثمين -رحمه الله- يبين فيها حكم الاضحية خارج البلاد: (…الأضاحي عبادة محددة معينة لأنه لو كان المقصود الانتفاع باللحم لكان الإنسان يشتري لحماً ويتصدق به يوم العيد، أهم شيء الذبح لله -عز وجل- كما قال –تعالى-: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) [الحج37]. ثم إنك إذا أخرجت دراهم ليضحى عنك في بلاد أخرى فقد خالفت أمر الله؛ لأن الله-تعالى- قال: (فكلوا منها وأطعموا البائس والفقير) [الحج28]. وهل يمكن أن تأكل منها وهي تضحى في الصومال؟.. لا، إذن خالفت أمر الله، وقد قال كثير من العلماء: «إن الأكل من الأضحية واجب يأثم الإنسان بتركه»، وبهذا نعرف أن الدعوة إلى استجداء الدراهم ليضحى في خارج البلاد دعوة غير سليمة، وأنه لا ينبغي للإنسان أن يساهم في ذلك بل يضحي في بيته وعند أهله، وتظهر شعائر الإسلام في البلاد، ومن أراد أن ينفع إخوانه في أماكن محتاجة فلينفعهم بالدراهم والثياب وغير ذلك، أما شعيرة من شعائر الإسلام يتقرب إلى الله بذبحها والأكل منها فإنه لا ينبغي أبداً أن يفرط الإنسان بها…) ا.هـ كلامه. [شريط/أحكام الحج/الوجه الأول]. كما أن للشيخ صالح الفوزان فتوى مؤيدة لذلك فيقول: (وأما ما أحدثه بعض الناس من دفع ثمن الأضحية للجمعيات الخيرية لتذبح خارج البلد وبعيداً عن بيت المضحي، فهذا خلاف السنة وهو تغيير للعبادة، فالواجب ترك هذا التصرف وأن تذبح الأضاحي في البيوت وفي بلد المضحي كما دلت عليه السنة، وكما عليه عمل المسلمين من عهد الرسول –صلى الله عليه وسلم- حتى حصل هذا الإحداث، فإني أخشى أن يكون بدعة، وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وقال عليه الصلاة والسلام: «إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»، ومن أراد أن يتصدق على المحتاجين فباب الصدقة مفتوح، ولا تغير العبادة عن وجهها الشرعي باسم الصدقة) ا.هـ كلامه. [مجلة الدعوة/العدد1878] فهل تتكرم جمعياتنا الخيرية بتوضيح سندها في موضوع ا?ضاحي خارج البلاد حتى تحل الإشكالية.. ويرتاح المضحون من الظن بأن أضحيتهم تحولت إلى صدقة وليست عبادة يتقربون بها إلى الله عز وجل في العيد ا?كبر.. كما أنني أتساءل كيف يترك موضوع هام كهذا دون فتوى قاطعة تقطع الشك باليقين؟! فيضطر الناس للبحث عن الفتاوى عبر المواقع الإلكترونية التي لا تتمتع بعضها بثقة يركن إليها.. نحن في انتظار رأي الفقهاء في أضحية الخارج.. فإذا كانت مؤيدة لها استمر المضحون فيما اعتادوا عليه.. وإذا كانت معارضة اقتصرت ا?ضاحي على داخل البلاد كشعيرة هامة من شعائر عيد الاضحى… وكل عام وجميعنا إلى الله أقرب.