متثاقف

Loading

هو مُدَّعٍ للثقافة.. أخذ منها القشور وترك الثمرة الحلوة التي تميِّز المثقف الحق في كل مجلس ومنبر. طالَع وقرأ وربما حفظ بعض المقاطع من هنا وهناك لتكونَ أسلحة غزواته الثقافية في ذلك المنتدى أو تلك الصحيفة.. تجده ومَن على شاكلته في كل مواقع التواصل الاجتماعي يتلاعب بالألفاظ ويفتعل الجدل ويهاجم الكبار. ينصح بفضيحة ويوجِّه بمشقة فترى الناس يفرون منه ويتحاشون الدخول معه في أي حوار لأنه لا يتقن أصوله وإن أتقنها استخدمها لأغراضه المريضة.. المرأة هي هدفه الأول فيلاحقها في باحات العالم الافتراضي يغازلها بكلماته ويحاورها برغباته وإن لم تستجب هاجمها هجوما غير كريم ينم عن أصل غير كريم!! هو صعلوك ظن أنه قامة فراح يطاول القمم وأكاد أجزم أن كل المثقفين الحقيقيين تعرضوا لمثل هذا الصعلوك.. ورغم كل الشوارد التي تنادي العقلاء بعدم الرد على هؤلاء الصعاليك وتهميشهم ليعرفوا حجمهم الطبيعي ويلزموا حدودهم فإن انتشارهم كالجراد وتجاوزاتهم أمور لا يمكن السكوت عليها.. فالمثقفون الحقيقيون يعلمون علم اليقين أنهم أكتاف عالية يتسلقها الأقزام بغية الظهور والشهرة إلا أن ذلك لا يعني أن يتخلوا عن حق الرد في كل مرة يتطاول عليهم أولئك الصعاليك… فإن لأنفسهم عليهم حقا.. فبعض تلك التجاوزات تصبح سبا وقدحا يؤذي النفس ويجرح الخاطر ويترك أثرا لا يمحوه حتى التسامح. ومن جهة أخرى فلربما ردٌّ أعاد ضالاً إلى جادة الصواب وحجَّمه فأدرك أنه مجرد متثاقف.. مُبارَكة جائزة نوبل للسلام هذ العام قدرت في المرأة جهودا هي في الأساس صفات أصيلة فيها، فالكفاح والعطاء والإخلاص والوفاء سمات أنثوية تكاد لا تخلو منها امرأة.. ولا أخفيكم سرا بأنني حمدت ربي لأن الجائزة ذهبت لتوكل كرمان وهي مناضلة ذات سيرة عطرة وتاريخ طويل بدلا من الطفرات والفقاقيع التي رشحت معها للجائزة.